للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال: خمسة عشر يوما، ونصب عليهم المنجنيق وهو أول منجنيق رمي به في الإسلام، وكان قدم به الطفيل الدوسي معه لما رجع من سرية ذي الكفين، فرمتهم ثقيف بالنبل فقتل منهم رجال، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أعنابهم وتحريقها، فقطع المسلمون قطعا ذريعا، ثم سألوه أن يدعها لله وللرحم، فقال عليه الصلاة والسلام


حاصروا الطائف أربعين ليلة، ورواه ابن مسعود عن مكحول: أنه صلى الله عليه وسلم نصب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يوما، قال ابن كثير: وهذا غريب. ا. هـ.
"ونصب عليهم المنجنيق" بفتح الميم، وتكسر مؤثر عند الأكثر، ويذكر معرب، والميم أصلية عند سيبويه، والنون زائدة، ولذا سقطت في الجمع قال كراع: كل كلمة فيها جيم، وقاف، أو جيم وقاف، أو جيم وكاف مثل كيلجة فهي أعجمية.
ذكره في الروض "وهو" كما ذكره ابن هشام عمن يثق به "أول منجنيق رمي به في الإسلام"، وأما أول منجنيق رمي به فإبراهيم الخليل عمله إبليس لما أرادوا رميه صلى الله عليه وسلم على نبينا وعليه.
وأما في الجاهلية فيذكر أن جذيمة بضم الجيم، وفتح المعجمة مصغرا ابن مالك المعروف بالأبرش أول من رمى به، وهو من ملوك الطوائف، "وكان قدم به الطفيل الدوسي معه لما رجع من سرية ذي الكفين"، ويقال: يزيد بن زمعة حكاهما ابن سعد بناء على قوله: أن يزيد لم يستشهد بحنين.
وقال الواقدي: قالوا: شاور صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال له سليمان: يا رسول الله أرى أن تنصب المنجنيق على حصنهم، فإنا كنا بأرضنا ننصب المنجنيقات على الحصون، وتنصب علينا فنصيب من عدونا، ويصيب منا، وإن لم يكن منجنيق طال الثواء بفتح المثلثة، أي الإقامة، فأمره صلى الله عليه وسلم فعمل منجنيقا بيده، فنصبه على حصنهم، "فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتل منهم رجال" هم الإثنا عشر السابقة.
ذكر ابن إسحاق والواقدي: أن المسلمين دخلوا تحت دبابة، وهي من جلود البقر يوم الشدخة لما شدح فيه من الناس، ثم زحفوا بها إلى جدار الحصن ليحفروه، فأرسلت ثقيف سكك الحديد المحماة بالنار، فأحرقن الدبابة، فخرج المسلمون من تحتها، وقد أصيب منهم من أصيب، "فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أعنابهم" ونخيلهم "وتحريقها".
قال عروة: أمر كل مسلم أن يقطع خمس نخلات، وخمس حبلات، "فقطع المسلمون قطعا ذريعا" بمعجمة، أي سريعا، "ثم سألوه أن يدعها لله وللرحم"، فقالوا: لم تقطع أموالنا، إما أن تأخذها إن ظفرتم علينا، وإما أن تدعها لله وللرحم، "فقال عليه الصلاة والسلام:

<<  <  ج: ص:  >  >>