وروى الترمذي وحسنه عن جابر قال: قالوا: يا رسول الله أخرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم، فقال: "اللهم اهد ثقيف وائت بهم"، فقال صلى الله عليه وسلم: "إنا قافلون" راجعون إلى المدينة "إن شاء الله تعالى" فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك" تعجبا من تغير رأيهم. قال عروة: وأمر صلى الله عليه وسلم الناس أن لا يسرحوا ظهورهم، فلما أصبحوا ارتحل هو وأصحابه، ودعا حين ركب قافلا، فقال: "اللهم اهدهم واكفنا مؤنتهم". رواه البيهقي وما ساقه المصنف لفظ ابن سعد، وقد رواه الشيخان عن ابن عمر وعمرو لما حاصر صلى الله عليه وسلم الطائف فلم ينل منهم شيئا قال: "إنا قافلون إن شاء الله تعالى"، فثقل عليهم وقالوا: نذهب ولا نفتحه، فقال: "اغدوا على القتال" فغدوا فأصابهم جراح، فقال: "إنا قافلون غدا إن شاء الله تعالى"، فأعجبهم فضحك، وفي لفظ فتبسم صلى الله عليه وسلم: "قال النووي: قصد صلى الله عليه وسلم الشفقة عليهم والرفق بهم بالرحيل عن الطائف لصعوبة أمره، وشدة الكفار الذين هم فيه وتقويهم بحصنهم"، مع أن عدم فتحه لا يضر، "مع أنه صلى الله عليه وسلم أولا علم" بالوحي، "أو رجا" ورجاؤه محقق الوقوع، كما قال العلماء "أنه سيفتحه بعد هذا بلا مشقة، فلما حرص الصحابة على المقام والجهاد، أقام وجد في القتال، فلما أصابتهم الجراح رجع إلى ما كان قصده أولا من الرفق بهم، ففرحوا بذلك لما رأوا من المشقة". وفي نسخة الشقة "الظاهرة ووافقوا على الرحيل، فضحك صلى الله عليه وسلم تعجبا من تغير رأيهم وفقئت عين أبي سفيان صخر بن حرب" بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، "يومئذ" روى