للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفزاري إلى بني تميم بالسقيا، وهي أرض بني تميم -في المحرم سنة تسع في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري.

فكان يسير الليل ويكمن النهار، فهجم عليهم في صحراء، فدخلوا.


ثعلبة بن عدي بن فزارة "الفزاري" يقال: كان اسمه حذيفة، فلقب عيينة، لشجة أصابته، فجحظت عيناه، أسلم قبل الفتح وشهدها وحنينا والطائف، وارتد في عهد أبي بكر، ثم عاد إلى الإسلام، وكان فيه جفاء الأعراب، وقع للشافعي في الأم في كتاب الركاز، أن عمر قتله على الردة.
قال في الإصابة ولم أرد من ذكر ذلك غيره، فإن كان محفوظًا فلا يذكر في الصحابة، لكن يحتمل أنه أمر بقتله فبادر إلى الإسلام فترك فعاش إلى خلافة عثمان، وقد ذكر ابن عبد البر أنه دخل على عثمان، فأغلظ له فقال عثمان: لو كان عمر ما أقدمت عليه. ا. هـ، وقال فيه أيضا في ترجمة طليحة بن خويلد، وقع في الأم أن عمر قتل طليحة وعيينة، وراجعت في ذلك جلال الدين البلقيني، فاستغربه جدا، ولعله قبل بالباء الموحدة، أي قبل منهما الإسلام. .اهـ.
"إلى بني تميم" وفي البخاري عن ابن إسحاق إلى بني العنبر من بني تميم، قال ابن هشام: والعنبر هو عمرو بن تميم "بالسقيا" بضم السين المهملة وإسكان القاف، فتحتية مقصور قرية جامعة من عمل الفرع، بينهما مما يلي الجحفة سبعة عشر ميلا، "وهي أرض بني تميم" فيه تسمح فالذي في العيون وغيرها، وكانوا فيما بين السقيا وأرض بني تميم، فلعله أطلق عليها أرضهم لقربها منها.
ذكر الواقدي: أن سبب البعث إليهم أنهم غاروا على ناس من خزاعة لما بعث صلى الله عليه وسلم إليهم بشر بن أبي سفيان العدوي الكلبي يأخذ منهم الصدقات، ونهاه عن كرائم أموالهم، فجمعوا له ما طلبه، فاستكثره بنو تميم، وقالوا: ما لهذا يأخذ أموالكم منكم بالباطل، فشهروا السيو، فقال الخزاعيون: نحن مسلمون وهذا أمر ديننا، فقال التميميون: لا يص إلى بعير منها أبدا، فهرب الرسول ورجع فأخبره صلى الله عليه وسلم الخبر، فوثب خزاعة على التميميين، فأخرجوهم وقالوا: لولا قرابتكم ما وصلتم إلى بلادكم، ليدخلن علينا بلاء من محمد صلى الله عليه وسلم حيث تعرضتم لرسوله تردونه عن صدقات أموالنا، فخرجوا راجعين إلى بلادهم، فقال صلى الله عليه وسلم: "من لهؤلاء القوم، فانتدب أول الناس عيينة"، قال ابن سعد: كان ذلك "في المحرم سنة تسع" بعثه "في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجري، ولا أنصاري" من مزيد حذقه صلى الله عليه وسلم خافهم عليهم، فلم يبعث منهم أحدا، "فكان يسير الليل، ويكمن النهار، فهجم عليهم في صحراء" حال كونهم "فدخلوا" بالقاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>