للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسرحوا مواشيهم فلما رأوا الجمع ولوا فأخذ عيينة منهم أحد عشر رجلا، ووجدوا في المحلة إحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا.

فقدم منه عشرة من رؤسائهم، منهم: عطارد والزبرقان،


وفتح الحاء وشد اللام، ما ضبطه بالقلم من الحلول، أي نزلوا بها وإن قرئ بالفاء والخاء المعجمة من الدخول صح، أي دخلوا محل دوابهم "وسرحوا مواشيهم، فلما رأوا الجمع ولوا، فأخذ عيينة،" وفي نسخة فأخذوا أي عيينة ومن معه "منهم أحد عشر رجلا".
قال البرهان: لا أعرفهم "ووجدوا في المحلة" بفتح الميم، المهملة واللام المشددة مكان نزولهم "إحدى عشرة امرأة" كما قال الواقدي وابن سعد، وتبعهما مغلطاي وغيره، وفي العيون إحدى وعشري امرأة قال البرهان: لا أعرفهن، وثلاثين صبيا لا أعرف أسمائهم. ا. هـ.
زاد في العيون فجلبهم إلى المدينة، فأمر بهم صلى الله عليه وسلم، فحبسوا في دار رملة بنت الحارث، "فقدم" في شأن الأسرى "منهم عشرة من رؤسائهم" ليسوا جمل القادمين، كما يوهمه المصنف، فقد قال ابن إسحاق: لما قدم سبيهم عليه صلى الله عليه وسلم، ركب فيهم وفد من بني تميم حتى قدموا عليه منهم ربيعة بن رفيع، وسبرة بن عمرو، والقعقاع بن معبد، وردان بن محرز، ومالك بن عمرو، وفراس بن حابس، وذكر باقي العشرة الذين عدهم بقوله: "منهم عطارد" بن حاجب بن زرارة التميمي استعمله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني تميم.
روى الطبراني عنه: أنه أهدي إليه صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج، كساه لأبيه كسرى، فدخل أصحابه، فقالوا: ما نزل عليك من السماء، فقال: وما تعجبون من ذا المناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا.
قال في الإصابة وارتد عطارد بعده صلى الله عليه وسلم مع من ارتد من تميم ومع سجاح، ثم أسلم وهو القائل فيها:
أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
فلعنة الله رب الناس كلهم ... على سجاح ومن بالكفر أغوانا
"والزبرقان" بكسر الزاي، وسكون الموحدة، وراء مكسورة ابن بدر التميمي السعدي.
قال في الإصابة: كان اسمه الحصين، ولقب الزبرقان لحسن وجهه، وهو من أسماء القمر. ا. هـ قال الشاعر:
تضيء به المنابر حين يرقى ... عليها مثل ضوء الزبرقان
وقال ابن السكيت وغيره: إنما قيل له ذلك لتصغيره عمامته، يقال: زبرقت الثوب إذا صغرته.

<<  <  ج: ص:  >  >>