للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيس بن عاصم، والأقرع بن حابس،


قال في الروض: وكان يرفع له بيت من عمائم وثياب، ويضمخ بالزعرفان والطيب وتحجه بنو تميم قال الشاعر:
وأشهد من عوف حلولا كثيرة ... يحجون بيت الزبرقان المزعفرا
قال: وله أسماء الزبرقان، والمعمر والحصين، وكنى ثلاثة أبو العباس، وأبو سدرة وأبو عياش. ا. هـ أسلم وصحب.
قال ابن عبد البر: ولاه صلى الله عليه وسلم صدقات قومه، فأداها إلى أبي بكر، فأقره، ثم إلى عمر وعمي، وعاش إلى خلافة معاوية.
وقيل: بعدها وأنه وفد على عبد الملك، وقاد إليه خمسة وعشرين فرسا، ونسب كل فرس إلى آبائه وأمهاته، وحلف على كل فرس يمينا غير التي حلف بها على غيرها، فقال عبد الملك: عجبي من اختلاف أيمانه أشد من عجبي بمعرفته أنساب الخيل.
"وقيس بن عاصم" بن سنان بن منقر التميمي المنقري، بكسر الميم وسكون النون، وفتح القاف نسبة إلى جده المذكور، كان عاقلا حليما يقتدى به، حرم الخمر في الجاهلية.
روى ابن سعد بسن حسن عنه: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دنوت منه قال: هذا سيد أهل الوبر قال عمر للأحنف: ممن تعلمت الحلم، قال: من قيس بن عاصم رأيته أتى برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك قتل ابنك، فالتفت إلى أبن أخيه، فقال: يا ابن أخي بئيس ما فعلت، أثمت بربك،
وقطعت رحمك، ورميت نفسك بسهمك، ثم قال لابن له آخر: قم يا بني فوار أخاك، وحل كتاف ابن عمك وسق إلى أمه مائة ناقة دية ابنها، فإنها غريبة.
قال ابن حبان: كان له ثلاثة وثلاثون ولدا، ونزل البصرة، وبها مات، ورثاه عبدة بن الطيب بقوله:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما
فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما
"والأقرع بن حابس" التميمي، المجاشعي الدارمي، قال ابن إسحاق: وفد وشهد الفتح وحنينا والطائف، وهو من المؤلفة، وقد حسن إسلامه حضر اليمامة، وغيرها وحرب أهل العراق، وفتح الأنبار مع خالد.
قال ابن دريد: اسمه فراس، وإنما قيل له: الأقرع لقرع كان برأسه، وكان شريفا في الجاهلية، والإسلام استشهد بخراسان في زمن عثمان.
قال الحافظ: وقرأت بخط الرضى الشاطبي، أنه قتل باليرموك في عشرة من بنيه والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>