هكذا في البخاري، وسقطت من بعض من نسخ المواهب "فأوقدوها"، ثبت هذا في البخاري، وسقط من النسخة التي وقف عليها شيخنا غلطا من المكاتب، فبنى، عليها ونفى كونها في البخاري، وأنها من المصنف بيان للمحذوف، "فقال: ادخلوا" وفي الأحكام: فقال: عزمت عليكم لما جمعتم حطبا، وأوقدتم نارا، ثم دخلتم فيها. وجزم الحافظ بأن هذا مخالف لحديث أبي سعيد أنهم أوقدوها ليصنعوا عليها صنيعا لهم، أو يصطلوا "فهموا" بفتح الهاء وضم الميم مشددة، أي قصدوا، كما ارتضاه العيني، رد القول الكرماني، حزنوا وأيده المصنف برواية الأحكام، فلما هموا بالدخول فيها، قالوا: ينظر بعضهم إلى بعض، "وجعل بعضهم يمسك بعضا،" أي يمنعه من الوقوع في النار. وفي رواية ابن جرير، فقال لهم شاب منهم: لا تعجلوا بالدخول فيهم، "ويقولوا: فررنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من النار،" وفي خبر الواحد، فأرادوا أن يدخلوها، وقال آخرون، إنما فررنا منها، أي اتبعناه صلى الله عليه وسلم خوفا من نار جهنم، فكيف ندخل هذه، "فما زالوا حتى خمدت النار". قال الحافظ: بفتح الميم وحكى المطرزي، كسرها، أي طفئ لهبها "فسكن غضبه،" هذا أيضا يخالف حديث أبي سعيد أنه كانت فيه دعاية، وأنهم تحجزوا حتى ظن أنهم واثبون فيها، فقال: احبسوا أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم. "فبلغ النبي" وفي الأحكام فذكر للنبي ولمسلم، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم "فقال: "ولو دخلوها" " أي النار التي أوقدوها ظانين أنها بسبب طاعة أميرهم لا تضرهم "ما خرجوا منها"، لاحتراقهم فيها فيموتوا.