وفي رواية ابن أبي عاصم فأسلم كعب، وقدم المدينة حتى أناخ بباب المسجد قال: فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة، فتخطيت حتى جلست إليه فأسلمت، ثم قلت: الأمان يا رسول الله أنا كعب بن زهير، "وكان صلى الله عليه وسلم" لا يعرفه، فقال: يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاءك ليستأمنك" حال كونه "تائبا مسلما فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به،" أي بخبره، وأظهرته لك إذ هو حاضر "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم"، قال:" إذا "أنا يا رسول الله كعب بن زهير". وروى ابن قانع عن سعيد بن المسيب أن كعبا لما قدم المدينة سأل عن أرق الصحابة، فدل على أبي بكر، فأخبره بخبره، فمشى أبو بكر وكعب على أثره حتى صار بين يديه صلى الله عليه وسلم، فقال: رجل يبايعك فمد يده فبايعه، والجمع ممكن بأنه لما قدم نزل على الجهني، فأخبره بأن أبا بكر أرق الصحابة، وأتى به إليه فسارا معا معه، فصلوا الصبح، ثم تقدم الصديق وكعب على أثره، فجلس كعب، وقال ما قال فلما آمن عرفه بنفسه، "قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة" بن النعمان الأنصاري الأوسي، أبو عمر المدني التابعي الثقة الذي روى له الستة العلامة بالمغازي، المتوفى بعد العشرين ومائة "أنه وثب عليه رجل،" قال البرهان: لا أعرفه "من الأنصار، فقال: يا رسول الله دعني وعدو الله" بالنصب "أضرب عنقه" بالجزم جواب دعني، ويجوز رفعه. ا. هـ. "فقال صلى الله عليه وسلم "دعه" اتركه "عنك، فقد جاء تائبا نازعا" بالنون، أي مائلا مشتاقا إلى الإسلام، أو كافا عن الشرك تاركا له: "قال" عاصم: "فغضب كعب على الحي من