قال الروياني: في البحر: هي امرأته وبنت عمه، ذكرها في هذه القصيدة لطول غيبته عنها، لهروبه من النبي صلى الله عليه وسلم. ا. هـ. وبه جزم البرهان فقولوا: الجمال علم مرتجل يريد به امرأة يهواها الشاعر حقيقة، أو الدعاء تقصير، ولذا قال الشامي: حقيقة لا ادعاء، "فقلبي" الفاء عاطفة سببية، كقوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة: ٣٧] قال الجمال: والقلب الفؤاد أو أخص منه ومثله في القاموس، وتوقف فيه شيخنا في التقرير بأنه لم يرد المادة التي ينفرد فيها الفؤاد حتى يكون أخص، وقد صرح غيرهما بأن الفؤاد غشاء القلب "اليوم" أراد به مطلقا الزمن كيوم حصاده، متبول" أسقمه الحب "متيم" ذليل مستعبد خبر ثان عند مجيز تعدده، أو خبر عن هو محذوفا عند المانع، أو صفة لمتبول عند مجوز وصف الصفة "إثرها" بكسر فسكون فقط للوزن، وإن كان فيه لغة بفتحتين ظرف لمتيم أو حال من ضمير. ويروي عندها وهي عندية معنوية؛ لأن المراد القلب حال كونه "لم يفد" لم يعط فداءه، ويروى لم يجز ولم يشف "مكبول" مقيد مطلقا أو بقيد ضخم، أو أعظم قيد ومر الناظم في غرضه من الغزل في سعاد، ثم في وصف الإبل الموصلة إليها، وقطعها للأراضي الصعبة في ثلاثة وثلاثين بيتا، ثم ذكر الأرجاف به وبعد أصدقائه عنه في قوله: تمشي الوشاة بجنبيها وقولهم ... إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول وقال: كل صديق كنت آمله ... لا ألهينك أنى عنك مشغول فقلت: خلوا سبيلي لا أبا لكم ... فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول "وفيها" عقب هذه الأربعة "أنبئت" ويروى نبئت، ومعناهما أخبرت "أن رسول الله أودعني" بشر وهو القتل، وبناؤه للمجهول؛ لأن مقام الاستعطاف يناسبه أن لا يحقق الخبر بالوعيد، بل