للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوم إذا خوت النجوم فإنهم ... للطارقين النازلين مقاري

وقد كان كعب بن زهير من فحول الشعراء، وأبوه.


المعجمة والواو فتاء تأنيث.
قال الجوهري: أي سقطت ولم تمطر في نوئها وأخوت مثله. ا. هـ. أي على زعمهم، وكان ذلك في بدء إسلام كعب قيل أن يتفقه في الدين، "فإنهم للطارقين النازلين مقاري" بفتح الميم، والقاف جمع مقراة، وهي الحفنة التي يوضع فيها الطعام للأضياف قاله أبو ذر، وقال الجوهري: إناء يقري فيه الضيف وبعد هذا البيت.
في الغر من غسان في جرثومة ... أعيت بحافرها على النقار
وقد كان كعب بن زهير من فحول الشعراء بحيث قال خلف الأحمر: لولا قصائد لأبيه ما فضلته عليه، وقال له الحطيئة، اذكرني في شعرك وقد مر أنه أتم للنابغة ما لولاه لهلك وقد رواها ابن جني بسند له عن عاصم بن الحدثان قال: دخل النابغة على النعمان فقال:
تخف الأرض أن تفقدك يوما ... وتبقى ما بقيت بها ثقيلا
فنظر إليه النعمان نظر غضبان، وكان كعب بن زهير حاضرا فقال: أصلح الله الملك أن مع هذا بيتا ضل عنه وهو:
لأنك موضع القسطاس منها ... فتمنع جانبيها أن تميلا
فضحك وأمر لهما بجائزتين، ورويت على وجه ثالث أيضا.
قال ابن عبد البر من جيد شعر كعب:
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني ... سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها ... فالنفس واجدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
قال السهيلي: ومن جيده قوله يمدحه صلى الله عليه وسلم:
تخدي به الناقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلي ليلة الظلم
ففي عطافيه أو أثناء بردته ... ما يعلم الله من دين ومن كرم
"وأبوه" زهير من فحول الشعراء، بحيث قال يونس بن حبيب النحوي: أهل الحجاز لا يعدلون بزهير أحدا، وقد روى أبو عبيد القسم بن سلام عن ابن عباس قال لي عمر بن الخطاب: أنشدني لأشعر شعرائكم، قلت: ومن قال زهير، قلت: وكان كذلك، قال: كان يعاطل بين الكلام، ولا يتبع حوشيه، ولا يمدح الرجل إلا بما فيه.
قال ابن سلام: قال أهل النظر: كان زهير أحسنهم شعرا، وأبعدهم من سخفه، وأجمعهم

<<  <  ج: ص:  >  >>