للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: حتى احتوى بيتك المهيمن إلخ. النطق: جمع نطاق. وهي أعراض من جبال بعضها فوق بعض أي: نواح وأوساط منها شبهت بالنطق التي تشد بها أوساط الناس. ضربه مثلا في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال، وأراد ببيته: شرفه، والمهيمن، نعته، أي احتوى شرفه الشاهد إلى فضلك أعلى مكان من نسب خندف -وهو بكسر الخاء المعجمة والدال المهملة- انتهى.

وجاءه صلى الله عليه وسلم من كان تخلف عنه، فحلفوا له فعذرهم واستغفر لهم، وأرجأ


"وقوله: حتى احتوى بيتك المهيمن إلخ النطق جمع نطاق، وهي أعراض من جبال" بجيم فموحدة "بعضها فوق بعض" وفسرها: فقال: أي "نواح وأوساط، منها شبهت بالنطق التي تشد بها أوساط الناس، ضربه مثلا في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال" بجيم فموحدة جمع جبل، وقراءته بالمهملة تصحيف، "وأراد ببيته شرفه المهيمن نعته" فهو اسم فاعل، كقوله تعالى ومهيمنا عليه في القراءة المتواترة، "أي احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان" مفعول مطلق صفة لفضلا محذوف "من نسب خندف، وهو" أي هذا اللفظ "بكسر الخاء المعجمة، و" كسر "الدال المهملة" آخره فاء في الأصل المشي بهرولة، ثم جعل علما على امرأة إلياس بن مضر، وهي ليلى القضاعية لما خرجت تهرول خلف بنيها الثلاثة عمرو وعامر وعمر حين ندلهم إبل، فطلبوها، فأبطئوا عليها، ثم ضرب مثلا للنسب العالي في كل شيء؛ لأنها كانت ذات نسب "انتهى".
"وجاءه صلى الله عليه وسلم من كان تخلف عنه" قال كعب بن مالك في حديثه الصحيح، وكانوا بضعة وثمانين رجلا، وذكر الواقدي: أن هذا العدد كان من منافقي الأنصار، وأن المعذرين من الأعراب كانوا أيضا اثنين وثمانين رجلا من بني غفار وغيرهم، وأن عبد الله بن أبي ومن أطاعه من قومه كانوا من غير هؤلاء وكانوا عددا كثيرا، "فحلفوا له فعذرهم" قبل عذرهم بأن رفع عنهم اللوم، "واستغفر لهم".
وفي حديث كعب، فقيل منهم صلى الله عليه وسلم علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله، وعند ابن عقبه، لما دنا صلى الله عليه وسلم من المدينة تلقاه عامة الذين تخلفوا فقال لأصحابه: "لا تكلموا رجلا منهم ولا تجالسوه حتى آذن لكم" فأعرض عنهم هو والمؤمنون حتى إن الرجل ليعرض عن أبيه، وأخيه، وإن المرأة لتعرض عن زوجها، فمكثوا كذلك أياما حتى كرب الذين تخلفوا وجعلوا يعتذرون بالجهد والأسقام، ويحلفون له فرحمهم وبايعهم واستغفر لهم "وأرجأ".

<<  <  ج: ص:  >  >>