للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغنائم ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك، ثم لقي جمعهم فدعاهم إلى الإسلام فأبوا. ورموا بالنبل، ثم حمل عليهم علي بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا فتفرقوا وانهزموا فكف عن طلبهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأسرعوا وأجابوا، وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام وقالوا نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله.


المصباح فهو هنا بمعنى المنهوب؛ لأنه الذي يؤتى به لا نفس الغلبة، كما هو ظاهر "وغنائم" تفسير للمنهوب لقول ابن سعد بنهب غنائم.
قال في النور: بدل مما قبله وساقه الشامي بالواو كالمصنف، ثم قال: إنه يدل مما قبله، ولا يصح لوجود الواو فكأنه كتب كلام النور أو زادت عليه الواو سهوا، "ونساء، وأطفال، ونعم وشاء وغير ذلك" بيان الغنائم قال ابن سعد: وجعل علي على الغنائم بريدة بن الحصيب الأسلمي، فجمع إليه ما أصابوا "ثم لقي جمعهم، فدعاهم إلى الإسلام فأبوا ورموا" المسلمين "بالنبل" والحجارة، "ثم" بعد أن خرج رجل من مذحج يدعو إلى البراز فبرز إليه الأسود بن خزاعي، فقتله الأسود وأخذ سلبه "حمل عليهم علي بأصحابه" بعد أن صفهم ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان الأسلمي، "فقتل منهم عشرين رجلا فتفرقوا، وانهزموا فكف عن طلبهم" قليلا، "ثم" لحقهم حتى "دعاهم إلى الإسلام" فلا يرد أنه كيف يدعوهم بعد تفرقهم وكفه عن طلبهم أو لعلهم اجتمعوا بعد التفرق، وأتوا إليه فدعاهم، "فأسرعوا وأجابوا، وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام، وقالوا نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله"، وجمع على الغنائم فجزأها على خمسة أجزاء فكتب في سهم منها لله، وأقرع عليها فخرج أول السام سهم الخمس، وقسم على أصحابه بقية الغنم.
ذكره ابن سعد وشيخه قال اليعمري: ويشبه أن هذه السرية هي الثانية والأولى هي ما ذكر شاط، قال وفي حديث أنه: صلى الله عليه وسلم بعث علينا إلى اليمن وذلك في رمضان سنة عشر فأسلمت همدان كلها في يوم واحد، فكتب بذلك إليه صلى الله عليه وسلم، فخر لله ساجدا، ثم جلس فقال: السلام على همدان، وتتابع أهل اليمن على الإسلام، انتهى. وهو واضح لكن التاريخ وهم لاتحاده مع ما قال إنه الثانية كما ترى، فالأولى قول الحافظ لما شرح ما أخرجه البخاري عن البراء: بعثنا صلى الله عليه وسلم مع خالد إلى اليمن، ثم بعث عليًّا بعد ذلك مكانه، فقال: "مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معلك، فليعقب ومن شاء فليقبل"، فكنت فيمن عقب معه فغنمت أواقي ذوات عدد.
زاد الإسماعيلي: فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا فصلى بنا علي، وصفنا صفا واحدا، ثم تقدم بين أيدينا، فقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت همدان جميعا، فكتب علي إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>