للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قفل فوافى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قد قدمها للحج سنة عشر.


رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم، فلما قرأ الكتاب خر ساجدا، ثم رفع رأسه وقال: "السلام على همدان"، وكان البعث بعد رجوعهم من الطائف، وقسمه الغنائم بالجعرانة انتهى. فهو صريح في أن البعث الأول كان في أواخر سنة ثمان، وأنه إلى همدان، والثاني كان في رمضان سنة عشر إلى مذحج، كما ذكر ابن سعد وغيره، وأنها أول خيل أغارت عليهم لاختلاف الجهة، وأن جمع الكل اسم اليمن، ويؤيده أن في رواية البيهقي عن البراء: فأقمنا ستة أشهر ندعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوا، ثم بعث عليًّا مكان خالد، فذكر الحديث قالوا: ثم أقام علي فيهم يقرئهم القرآن، ويعلمهم الشرائع، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بخبره مع عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، فأتاه فأمره صلى الله عليه وسلم أن يوافيه الموسم، فانصرف عبد الله، فأخبر عليًّا بذلك، "ثم قفل" علي، "قوافي النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قد قدمها للحج سنة عشر" وتعجل وخلف على أصحابه، والخمس أبا رافع، وكان في الخمس من ثياب اليمن أحمال معكومة، ونعم وشاء مما غنموا، ومن صدقات أموالهم، فسأل أصحاب علي أبا رافع أن يكسوهم ثيابا يحرمون فيها، فكساهم ثوبين ثوبين، فلما كانوا بالسدرة داخلين خرج علي ليتلقاهم ليقدم بهم فرأى الثياب على أصحابه، فنزعها فشكوه للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما لأصحابك يشكونك"؟ قال قسمت عليهم ما غنموا، وحبست الخمس، حتى يقدم عليك فترى فيه رأيك، فسكت صلى الله عليه وسلم والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>