للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستدلوا عليه بقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، [الأعلى: ١] ، والتسبيح إنما هو للرب جل وعلا، فدل على أن اسمه هو هو.

وأجيب، بأنه أشرب معنى سبح "اذكر" فكأنه قال: اذكر اسم ربك الأعلى، كقوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الإنسان: ٢٥] وقد أشرت معنى اذكر "سبح" عكس الأول. قال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّك} [آل عمران: ٤١] أي سبح ربك، والإشراب جار في لغتهم، يشربون معنى فعل فعلا.

واستشكل.


قال القرطبي وهو قول أبي عبيدة وسيبويه وعزاه الباقلاني لأهل الحق وارتضاه ابن فورك، فإذا قيل: الله عالم، فالله علم على الذات الموصوفة بالعلم، فالاسم بكونه عالما هو المسمى، ولذلك صحت الاستعاذة والاستعانة، يظهر ذلك في قوله "باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه" فأضاف الوضع إلى الاسم والرفع إلى الذات فدل على أن الاسم هو الذات وقد استعان وضعا ورفعا لا باللفظ، انتهى.
واستدلوا عليه بقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: ١] الآية: "والتسبيح إنما هو للرب جل وعلا، فدل على أن اسمه هو، "أي الاسم "هو" أي المسمى، أي على أن الاسم هو الذات "وأجيب بأنه اشرب" بالبناء للمجهول معنى سبح اذكر، أي استعمل بمعناه كما يفهمه قوله، "فكأنه قال اذكر اسم ربك الأعلى كقوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} " [الإنسان: ٢٥] والمشهور في مثله أنه تضمين وهو أنه يؤخذ اسم فاعل من معنى اللفظ الذي أريد ويجعل حالا من فاعل الفعل المذكور فيقدر هنا مثلا سبح ذاكرا اسم ربك، وقد أشرب معنى اذكر سبح عكس الأول "كما قال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ} " [آل عمران: ٤١] "أي سبح ربك" فهو مثال لاستعمال اذكر بمعنى سبح فالأوضح أن يقول كقوله تعالى، يعني أنهما تقارضا فاستعمل كل منهما موضع الآخر. "والإشراب جار في لغتهم يشربون معنى فعل فعلا" ومنه الآية ويرد بأنه مجاز بلا قرينة، والاستدلال إنما هو على الحقيقة التي هي الأصل، ولا يعدل عنها بلا قرينة "واستشكل" ضمن معنى أورد؛ لأنه يتعدى بعلى فعداه

<<  <  ج: ص:  >  >>