"فيما ذكره ابن دحية" عن أبي الحسن سلام بن عبد الله الباهلي في كتاب الذخائر والإغلاق في آداب النفوس ومكارم الأخلاق، "وبأبي المؤمنين فيما ذكره غيره" قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: ٦] . وقرأ أبي بن كعب، وهو أب لهم، أي كأبيهم في الشفقة والرأفة والحنو، "واعلم أنه لا سبيل" طريق لائق "لنا أن نستوعب شرح جميع هذه الأسماء الشريفة" ولا يقدر الخبر ممكن؛ لأنها كلها مشروحة ولقوله "لأن في ذلك تطويلا يفضي بنا إلى العدول عن غرض الاختصار" الذي هو قصدنا في ذا الكتاب، "فلنذكر" بلام الطلب المراد بها مجرد الإخبار مجازا نحو {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ} [مريم: ٧٥] {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} [العنكبوت: ١٢] "من ذلك ما يفتح الله تعالى به" يسوقه ويرسله، أي يلهمنا إياه من إطلاق السبب وإرادة المسبب إذ فتح الباب سبب الخروج ما حفظ به "مما يدل على ما سواه" ولو بالإشارة "وبالله أستعين" أطلب المعونة، وهي تحصيل ماء، لا يتأتى الفعل دونه، كاقتداء الفاعل وتصوره، لما يريد فعله، وحصول آلة ومادة يفعل بها، أي الآلة في المادة وتحصيل ما تيسر به الفعل، ويسهل كالراحلة في السفر للقادر على المشي، "فـ" أقول "أول ذلك ما" وصف "له عليه الصلاة والسلام من معنى الحمد الذي هو اسمه" صفة مخصصة لمعنى الحمد الذي هو كالجنس؛ لأنه الوصف بالجميل فيشمل سائر أسمائه وصفاته