للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها: كونه على أربعة أحرف ليوافق اسم الله تعالى اسم محمد، فإن عدة الجلالة على أربعة أحرف كمحمد.

ومنها: أنه قيل: إن مما أكرم الله به الآدمي أنه كانت صورته على شكل كتب هذا اللفظ، فالميم الأولى رأسه، والحاء جناحاه، والميم سرته والدال رجلاه. قيل: ولا يدخل النار من يستحق دخولها -أعاذنا الله منها- إلا ممسوخ الصورة إكراما لصورة اللفظ.


مستأنف ليس من كلام عياض "محمد" بالجر بدل وفي نسخة محمدا بالنصب بتقدير أعني على جواز قطع البدل، أو جعل الاسم بمعنى التسمية فنصبه به "خصائص" اسم إن مؤخر "منها كونه" جاء على أربعة ليوافق اسم الله تعالى" بالنصب مفعول مقدم وفاعله "اسم محمد" لأن نسبة الموافقة للطارئ على غيره أوفق من نسبتها إلى الأصل. وقدم المفعول هنا؛ لأن ذاته تعالى مقدمة على سائر الأشياء، فلا أول لوجوده فقدمت في اللفظ، "فإن عدة الجلالة على أربعة أحرف كمحمد ومنها أنه قيل إن مما أكرم الله به الآدمي أن كانت صورته" تصويره "على شكل كتب هذا اللفظ" فلا يرد أن كتب مصدر الذي هو فعل الفاعل، أي تحريك يده، فلا يصح جعله صورة الإنسان؛ لأنه بمعنى تصويره، كما علم والإضافة حقيقية، أو كتب بمعنى مكتوب بدليل لفظ شكل، فالإضافة بيانية، أو من إضافة الأعم إلى الأخص، "فالميم الأولى رأسه" أي بمنزلته، كما عبر به الشامي، "والحاء جناحاه" أي يداه وبه عبر الشامي وفي القاموس الجناح اليد والجمع أجنحة، وأجنح، وظاهره أنه حقيقي، "والميم سرته والدال رجلاه".
زاد الشامي وباطن الحاء كالبطن وظاهرها كالظهر ومجمع الإليتين، والمخرج كالميم وطرف الدال كالرجلين وفي ذلك أشد:
له اسم صور الرحمن ربي ... خلائقه عليه كما تراه
له رجل وفوق الرجل ظهر ... وتحت الرأس قد خلقت يداه
قال: وفيه تكلف، "قيل: ولا يدخل ممن يستحق دخولها أعاذنا الله منها إلا ممسوخ الصورة إكراما لصورة اللفظ" وفي نسخة من يستحق، والأولى أولى لأنه إنما يدخلها بعض المستحقين، لا كلهم لمغفرة الله سبحانه لأكثر المذنبين، كما أخبر عن أصلها بقوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ولا ينافيه قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} لأنه لو بعد تعذيب، كما في البيضاوي، قال: وتقييده بالتوبة خلاف الظاهر، ويدل على إطلاقه فيما عدا الشرك {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: ٤٨] الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>