للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكاهما ابن مرزوق، والأول، ابن العماد في كتابه كشف الأسرار.

ومنها: أنه تعالى اشتقه من اسمه "المحمود" كما قال حسان بن ثابت:

أغر عليه للنبوة خاتم ... من الله من نور يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد

وأخر البخاري في تاريخه الصغير من طريق علي بن زيد قال: كان أبو طالب يقول:

وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد


"حكاهما" أي قوله، قيل إنه مما أكرم وقوله قيل، ولا يدخل "ابن مرزوق والأول" أي قوله مما أكرم "ابن العماد في كتابه كشف الأسرار" وفيه أيضا أن الشياطين سخرت لسليمان بذكر اسمه صلى الله عليه وسلم: "ومنها أنه تعالى اشتقه من اسمه المحمود" أي سماه في الأزل ليدل على المناسبة بين الاسمين، ثم ألهمه عند وجوده لجده، "كما، قال حسان بن ثابت" الأنصاري شاعره المؤيد بروح القدس.
يأتي ذكره في شعرائه "أغر عليه للنبوة خاتم" كائن "من الله" أي موجود له وكائن "من نور" صفتان لخاتم، فلم يتحد حرفا جر بمجرور واحد "يلوح" يظهر "ويشهد" يشاهد. "وضم الإله اسم النبي إلى اسمه، إذا قال في الخمس المؤذن أشهد"، وهذا من خواص هذا الاسم أيضا وهو أن الله قرنه مع اسمه "وشق" مبني للفاعل من شق الشيء إذا جعله قطعتين، أي اشتق "له من اسمه" بقطع الهمزة للضرورة اسما "لجله" بعظمه "فذو العرش محمود وهذا محمد" وذكر الشمس التتائي عن بعض أهل العلم أن من كتب هذا البيت بورقة وعلقه من تعسرت ولادتها وضعت في الحال وهذه صفة كتابته. انتهى.
"وأخرج البخاري في تاريخه الصغير من طريق علي بن زيد" بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمي البصري ضعيف، وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان ينسب أبوه إلى جده، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل قبلها "قال كان أبو طالب يقول:
"وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد"
فتوارد حسان معه، أو ضمنه شعره، وبه جزم في الخميس، ومن خواصه أيضا له لا يصح

<<  <  ج: ص:  >  >>