للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سماه الله تعالى بهذا الاسم قبل الخلق بألفي ألف عام، كما ورد من حديث أنس بن مالك، عن طريق أبي نعيم في مناجاة موسى.

وروى ابن عساكر عن كعب الأحبار قال: أنزل الله على آدم عصيا بعدد الأنبياء، والمرسلين. ثم أقبل على ابنه شيث فقال: أي بني، أنت خليفتي من بعدي، فخذها بعمارة التقوى، والعروة الوثقى، فكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد، فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش، وأنا بين الروح والطين،


إسلام كافر إلا به، وتعين الإتيان به في التشهد عند قوم فيهما، وإن سفينة نوح جرت به، وإن آدم تكنى به في الجنة دون سائر بنيه، وأنه يخرج منه بالضرب، والبسط عدد المرسلين ثلاثمائة وثلاثة عشر؛ لأن الميم إذا كسرت فهي م ي م، والحرف المشدد بحرفين، فهي ثلاث ميمات بمائتين وسبعين ودال بخمسة وثلاثين، والحاء بثمانية، بلا تكسير، "وقد سماه الله تعالى بهذا الاسم قبل الخلق بألفي ألف عام"، أي بمدة لو قدرت بالزمان كان مقدارها ذلك وإلا فقبل الخلق لا ليل ولا نهار، وقد مر بسط ذلك أول الكتاب "كما ورد في حديث أنس بن مالك من طريق أي نعيم" متعلق بورد يعني الذي رواه أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله "في مناجاة موسى" عليه السلام، وهو حديث طويل يأتي إن شاء الله تعالى الإلمام به في خصائص الأمة، وروى ابن أبي عاصم في السنة وأبو نعيم عن أنس: إن الله، قال: يا موسى إنه من لقيني، وهو جاهل بمحمد أدخلته النار، فقال موسى: ومن محمد؟ قال: يا موسى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم عليَّ منه كتبت اسمه مع اسمي على العرش قبل أن أخلق السماوات والأرض، والشمس، والقمر بألفي ألف سنة.
"وروى ابن عساكر عن كعب الأحبار، قال: أنزل الله على آدم عصيا بعدد الأنبياء، والمرسلين" خاص على عام، على أن الرسول، لا يكون إلا من الناس ومن عطف أحد الأمرين اللذين بينهما عموم وخصوص من وجه بناء على أنه قد يكون ملكا لظاهر قوله {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} ، "ثم أقبل على ابنه شيث، فقال: أي" بفتح الهمزة وحرف نداء للقريب "بني أنت خليفتي من بعدي فخذها" أي الخلافة "بعمارة التقوى" أي بعمارتك إياها بالتقوى فيها بأن تقوم بحق الخلافة، "والعروة الوثقى"، العقد المحكم تأنيث الأوثق مأخوذ من الوثاق بالفتح، وهو حبل، أو قيد يشد به الأسير، والدابة مستعارة للتمسك بالحق، "فكلما ذكرت الله تعالى، فاذكر إلى جنبه اسم محمد، فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش" أي قوائمه "وأنا بين الروح والطين".

<<  <  ج: ص:  >  >>