للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إني طفت السماوات فلم أر في السماوات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه، وإن ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوبا عليه، ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين، وعلى ورق قصب آجام الحنة، وعلى ورق شجرة طوبى، وعلى ورق سدرة المنتهى، وعلى أطراف الحجب، وبين أعين الملائكة فأكثر ذكره فإن الملائكة من قبل تذكره في كل ساعاتها بيت مفرد.

بدا مجده من قبل نشأة آدم ... فأسماؤه في العرش من قبل تكتب

وروينا في جزء الحسن بن عرفة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت


قال بعضهم، أي بين العلم، والجسم، "ثم إني طفت السماوات، فلم أر في السماوات" لم يقل فيها تشوقا "موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه، وإن ربي أسكنني الجنة، فلم أر في الجنة" كذلك لم يقل فيها تشوقا وتلذذا بذكرها؛ لأنه ألفها وشاهد فيها النعيم العظيم.
سعاد التي أضناك حب سعادا، "قصرا ولا غرفة إلا وجدت اسم محمد مكتوبا عليه" أي المذكور، "ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا بأعلى نحور" جمع نحر موضع القلادة من الصدر ويطلق على الصدر، أي على صدور "الحور العين" ضخام العيون كسرت عينه بدل ضمها لمجانسة الياء ومفرده عيناء كحمراء. "وعلى ورق قصب آجام" جمع أجمة الشجر الملتف، أي على أغصان شجر "الحنة"، والقصب كل نبات لساقه أنابيب وكعوب، كما في مختصر العين، "وعلى ورق شجرة طوبى" تأنيث الأطيب شجرة في الجنة، "وعلى أطراف الحجب" الأستار التي في الجنة، أو المحلات التي لا يتجاوزها الرائي إلا ما وراءها إن صح ما يروى من أن ثم سبعين ألف حجاب مسيرة كل حجاب خمسمائة عام؛ لأنها في حق المخلوق، أما الخالق فمنزه عن أن يحجبه شيء، ولم يصح في ذلك غير ما في مسلم حجابه النور، كما بسطه المصنف في مقصد المعراج "وبين أعين الملائكة، فأكثر ذكره، فإن الملائكة من قبل" أي من قبل رؤياي لذلك "تذكره في كل ساعاتها بيت مفرد" لا أذكر قبله ولا بعده شيئا "بدا" ظهر "مجده من قبل نشاة آدم" أي ظهوره "فأسماؤه في العرش من قبل تكتب" خص العرش؛ لأنه أعظم ما كتبت عليه، "وروينا في جزء الحسن بن عرفة" بن يزيد العبدي أبي علي البغدادي الصدوق، المتوفى سنة سبع وخمسين ومائتين، وقد جاوز المائة "من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت".

<<  <  ج: ص:  >  >>