للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: ٤٨] قال ابن الجوزي -في زاد المنير- إن ابن أبي نجيح روى عن مجاهد ومهيمنا عليه قال: محمد مؤتمن على القرآن، قال: فعلى قوله في الكلام تقدير محذوف، كأنه قال: وجعلناك يا محمد مهيمنا عليه، وسماه العباس بن عبد المطلب في شعره مهيمنا في قوله:

حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندق علياء تحتها النطق

وروى: ثم اغتدى بيتك المهيمن، قيل أراد: يا أيها المهيمن، قاله القتبي والإمام أبو القاسم القشيري.


الشريف أو المصدق، أو الوالي، أو القاضي، أو الرقيب فتلك عشرة "فقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ} القرآن "بالحق" متعلق بأنزلنا "مصدقا لما بين يديه" قبله "من الكتاب" بمعنى الكتب "ومهيمنا عليه، قال ابن الجوزي" عبد الرحمن بن علي أبو الفرج الحافظ المشهور "في زاد المنير" في علم التفسير "إن ابن أبي نجيح" عبد الله بن يسار المكي الثقفي مولاهم الثقة "روى عن مجاهد" كما أخرجه ابن جرير في قوله تعالى: " {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه} قال" مجاهد، وقد قرأها بفتح الميم الثانية مبني للمفعول "محمد" صلى الله عليه وسلم "مؤتمن على القرآن قال" ابن الجوزي: "فعلى قوله" أي مجاهد "في الكلام تقدير محذوف كأنه قال وجعلناك يا محمد مهيمنا عليه" بناء على أن المصدر وهو مصدقا حال من الكتاب، لا من المجرور بالحرف في إليك وإلا لقيل لما بين يديك وزعم أنه التفات من الخطاب إلى الغيبة بعيد من نظم القرآن كما قال أبو حيان: لكن جوز ابن عطية أن يكون مصدقا ومهيمنا حالين من الكاف فلا حاجة للتقدير؛ لأن الحال إذا تعددت لمتعدد عطفت بالواو، بلا تقدير محذوف، ولا يختص هذا بقراءة مجاهد كما ادعى ابن الجوزي تبعا لابن جرير بل يأتي على قراءة الجمهور بكسر الميم الثانية، "وسماه" عمه "العباس بن عبد المطلب في شعره" المتقدم في غزوة تبوك "مهيمنا في قوله:
"حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندق علياء تحتها النطق
وروى ثم اغتدى بيتك المهيمن، قيل أراد" العباس "يا أيها المهيمن" ولولا هذا لم يكن اسما "قاله" عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، البغدادي الإمام المشهور "القتبي" بضم القاف وفتح الفوقية، بعدها موحدة نسبة إلى جده قتيبة المذكور، "والإمام أبو القاسم" عبد الكريم بن هوازن "القشيري" نسبة لقشير قبيلة مرضه المصنف، وتبرأ منه فعزاه لقائليه تبعا

<<  <  ج: ص:  >  >>