إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز، وأطول "وأما العزيز" وهو مما سماه الله به من أسمائه، "فمعناه" في حقه تعالى الممتنع الي لا يدرك، ولا ينال، أو الغالب، وفي حقه وحق عبده ورسوله "جلالة القدر" كان الظاهر جليل، لكنه لاحظ أنه مأخوذ من جلالة وحرف الجر يحذف إذا لوحظ ذكره "أو الذي لا نظير" لا مثل "له" ولا يعادله شيء "أو المعز لغيره" فعيل بمعنى مفعل، وهو عزيز عربية، ولذا أخره المصنف، "وقد استدل القاضي عياض" في الشفاء "لهذا الاسم بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} ، وفسره بقوله، أي الامتناع وجلالة القدر، ومن هنا دخل لفظ جلالة على المصنف، فجعلها تفسيرا بقوله، أي الامتناع وجلالة القدر، ومن هنا دخل لفظ جلالة على المصنف، فجعلها تفسيرا للعزيز مع أن عياضا، كما ترى جعلها للعزة، "أي فجائز" بمعنى يجوز "أن يوصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعزيز والمعز لحصول العز به" لغيره ولم يقل وله؛ لأن هذا هو الذي يخفى أخذه من الآية، وأما وصفه بالعزيز فظاهر فيه فهذه أظهر من نسخة له "ولقائل أن يقول هذا الوصف للمؤمنين أيضا لشمول العطف إياهم، تصريحا بقوله وللمؤمنين، "فلا اختصاص للنبي صلى الله عليه وسلم" بهذا الوصف، "والغرض اختصاصه". "قال اليمني" محشي الشفاء "وعجيب من القاضي عياض كيف خفي عليه مثل هذا" مع ظهوره، "ويجاب باختصاصه عليه الصلاة والسلام برتبة من العز ليست لغيره" وأيضا فإن المؤمنين ذكروا بطريق التبع، فعزتهم ليست إلا من عزته، "والله أعلم" على أنه لم يقل، لا بد في أسمائه من اختصاص معانيها به، "وأما العالم" اسم فاعل من علم أي المدرك للحقائق