"وعن ابن عباس، يعني المتزمل بالقرآن" على الاستعارة، "وعن عكرمة بالنبوة وقيل" أنه "من الزمل بفتح الزاي وسكون الميم، "بمعنى الحمل" مصدر زمل الشيء حمله "ومنه" قيل للبعير "لزاملة" لأنه يحمل متاع المسافر، والهاء للمبالغة، كما في المصباح، "أي المتحمل بأعباء" بالفتح أثقال "لنبوة. وعلى هذا" المذكور من تفسير ابن عباس وعكرمة وما بعده "يكون التزمل مجازا" لأن حقيقته التلفف بالثياب. "قال السهيلي" الإمام الحافظ الشهير عبد الرحمن "ليس المزمل باسم من أسمائه" صلى الله عليه وسلم "يعرف به، وإنما هو مشتق من حالته التي كان التلبس" حاصلا "بها حالة الخطاب، والعرب إذا قصدت الملاطفة بالمخاطب" بالفتح "بترك المعاتبة، نادوه باسم مشتق من حالته التي هو عليها" حال النداء، "كقول النبي صلى الله عليه وسلم، لما جاء بيت فاطمة فلم يجد عليا، فقال: "أين ابن عمك"؟، قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل عندي، فقال صلى الله عليه وسلم لإنسان: "انظر أين هو"، فقال هو في المسجد راقد، فجاء صلى الله عليه وسلم، فقال "لعلي رضي الله عنه، وقد نام ولصق" بكسر الصاد "جنبه بالتراب". وفي رواية فخلص ظهره إلى التراب قال الحافظ وكأنه نام أولا على مكان، لا تراب فيه، ثم انقلب فصار ظهره على التراب، أو سفي عليه التراب، فجعل صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول "قم" يا "أبا