للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيطالبهم الله ببينة التبليغ -وهو أعلم بهم- إقامة للحجة على المنكرين، فيؤتي بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون، فتقول الأمم، بم عرفتم؟ فيقولون علمنا ذلك بإخبار الله تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق، فيؤتي محمد صلى الله عليه وسلم فيسأل عن حال أمته، فيشهد بعدالتهم، وهذه الشهادة وإن كانت لهم لكن لما كان الرسول كالرقيب المهيمن على أمته عدي بعلي" وقدمت الصلة للدلالة على اختصاصهم بكون الرسول شهيدا عليهم. قاله البيضاوي.

وأما "الناشر" فسمي بذلك لأنه نشر الإسلام وأظهر شرائع الأحكام.

وأما "المزمل" فأصله المتزمل، فأدغمت التاء في الزاي وسمي به، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام كان يفرق من جبريل عليه السلام ويتزمل بالثياب أو ما جاءه،


فيقال له هل بلغت فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقال: من يشهد لك فيقول: محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ، ولأحمد والنسائي، يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان، وأكثر من ذلك فيقال لهم هل بلغتم الحديث "فيطالبهم الله ببينة التبليغ، وهو أعلم بهم" إذ لا يغيب عنه شيء "إقامة للحجة على المنكرين، فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون" للأنبياء أنهم قد بلغوا "فتقول الأمم بم عرفتم" فإنكم لا تدركوا عصرنا، "فيقولون علمنا ذلك بإخبار الله تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق، فيؤتى بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأل عن حال أمته" أهم عدول فتقبل شهادتهم، "فيشهد بعدالتهم" وفي فضيلة له صلى الله عليه وسلم لأن الأنبياء يسألون ولا يسأل، هو ولا أمته؛ إذ لم ينكروا تبليغه، بل شهدوا للأنبياء، "وهذه الشهادة وإن كانت لهم" للأمة المحمدية بالعدالة، "لكن، لما كان الرسول كالرقيب" الحافظ "المهيمن" المراقب، كذا في النسخ، والذي عند البيضاوي المؤتمن "على أمته عدي بعلي" لتضمينه معنى رقيبا، كما قال بعضهم، لكن ظاهر الكلام أن مجرد كون اللفظ بمعنى آخر يعدى بما يعدى به ما هو بمعناه وليس من التضمين، "وقدمت الصلة" أي قوله عليكم "للدلالة على اختصاصهم بكون الرسول شهيدا عليهم".
"قال البيضاوي" في سورة البقرة، "وأما الناشر" المظهر للشيء بعد طيه اسم فاعل من النشر، وهو البسط ومنه نشر الصحيفة، والحديث، والسحاب، "فسمي به؛ لأنه نشر الإسلام، وأظهر شرائع الأحكام" وقيل إنه بمعنى الحاشر، "وأما المزمل، فأصله المتزمل" لأنه من تزمل، "فأدغمت التاء" بعد قلبها "في الزاي وسمي به لما روى أنه عليه الصلاة والسلام كان يفرق" بفتح الراء، يخاف من جبريل عليه السلام، ويتزمل بالثياب أول ما جاءه" لأنه خشي الموت

<<  <  ج: ص:  >  >>