وقال أيضا في هوى انقطع عن غير الله، كما في الشفاء. "وحكى" أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين الأزدي "السلمي" بضم، ففتح نسبة إلى جد له اسمه سليم النيسابوري، الحافظ، المحدث، الورع، الزاهد، الصوفي، صاحب التصانيف نحو المائة سمع الأصم وغيره، وعنه الحاكم وغيره، وهو ثقة، كما قال الخطيب. قال السبكي، وهو الصحيح، ولا عبرة بقول القطان أنه كان يضع للصوفية، وله كرامات وتوفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة "في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} ، أعلمك "ما الطارق" مبتدأ وخبر في محل المفعول الثاني لأدري وما بعد ما الأولى خبرها، وفيه تفخيم لشأن الطارق، هو "النجم الثاقب" المضيء كأنه يثقب الظلام لشدة إضاءته أبهمة ثم فسره للتعظيم. "إن النجم هنا محمد صلى الله عليه وسلم" فسماه النجم، وأقسم به قال النعماني في الآية الأولى: ويعجبني هذا التفسير لوجوه فإنه صلى الله عليه وسلم نجم هداية، خصوصا لما هدى إليه من فرض الصلاة تلك الليلة، وقد علمت منزلتها من الدين، ولأنه أضاء في السماء والأرض، وللتشبيه بسرعة السير، ولأنه كان ليلا، وهو وقت ظهور النجم، فلا يخفى على ذي بصر، وأما أرباب البصائر،