قال الشامي بمعنى أن نورها، لما كان مغمرا في نور الشمس فكأنه مستمد منه، وإلا فهي جوهر شفاف، لا لون لها مضيئة بذواتها، أو بكواكب أخرى مستترة عنا، لا نشاهدها إلا القمر، فإنه كمل في نفسه انتهى. "ناسب تسميته عليه الصلاة والسلام بها" وقال أبو بكر بن العربي في وجه الشبه بالشمس أوجه منها: "إنها لا تطلع حتى يتقدمها الفجر الأول، والثاني مبشرين بها، وكذلك لم يبعث صلى الله عليه وسلم حتى بشر به الأنبياء، والمرسلون ووصفته الكتب المنزلة، ومنها إن للشمس إحراقا وإشراقا، وكذلك كان صلى الله عليه وسلم لبعثته نور يشرق في قلوب أوليائه ولسيوفه نار تحرق قلوب أعدائه، ومنها أن فيها هداية ودلالة، وكذلك صلى الله عليه وسلم هدى من الضلالة، ودل على الرشاد، ومنها أنها سيدة الأنوار الفلكية، وهو صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء، "وأما النبي، والرسول فمن" أي وجه تسميته بهما. إن من "خصائصه صلى الله عليه وسلم" كا جزم به عياض وغيره "أنه خاطبه تعالى بهما في القرآن" ولم يخاطبه فيه باسمه في النداء، وذكر في الخبر لأنه ورد مورد التعيين، كقوله محمد رسول الله، وما محمد إلا رسول؛ لأن صاحب هذا الاسم هو الرسول، ونحو قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} لما لم يرد هذا المورد لم يذكر اسمه "دون سائر أنبيائه"، فإنه خاطبهم بأسمائهم يا آدم يا نوح يا إبراهيم يا داود يا زكريا يا عيسى يا يحيى، "ثم إن النبوءة بالهمز مأخوذة من النبأ، وهو الخبر، وقد لا تهمز تسهيلا" بإبدال الهمزة واو وإدغامها فيما بعدها، أي" سمي بالنبي المأخوذ من النبا لأجل "إن الله أطلعه على غيبه، واعلمه أنه نبيه، فيكون" معنى "نبيا منبأ" بفتح الباء، فهو فعيل بمعنى مفعول، "أو يكون" بمعنى "مخبرا عما بعثه الله به، ومنبأ بكسر الباء للناس "بما أطلعه تعالى عليه" فهو فيعل بمعنى فاعل "وبغير الهمز" وهو الأكثر قيل مخفف المهموز بقلب همزته وقيل إنه الأصل، فـ"يكون مشتقا من