"وأما صاحب التاج" الموصوف به في الإنجيل، "فالمراد به العمامة" على نهج الاستعارة شبه العمامة بالتاج الذي هو الإكليل في أن العرب تتزين بها كتزين العجم بالتاج، واستعار لها اسمه، وفيه التقدير على نحو ما مر ليصح الحمل، أما في المبتدأ، أي التاج في قولنا صاحب التاج، وأما في الخبر، أي المراد صاحب العمامة، "ولم تكن حينئذ، العمامة "إلا للعرب" دون غيرهم، فكني به عن أنه من صميمهم، وأشرفهم حسبا ونسبا، "والعمائم تيجانها" تتزين بها، كما تتزين العجم بالتيجان، كما روى مرفوعا العمائم تيجان العرب، والاحتباء حيطانها، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه. أخرجه الديلمي عن ابن عباس، والقضاعي عن علي، وللديلمي عن بن عباس أيضا العمائم تيجان العرب، فإذا وضعوها وضعوا عزهم، وعنده أيضا العمائم وقار المؤمن وعز العرب، فإذا وضعت العرب عمائمها، فقد قلعت عزها، وأسانيدها ضعيفة. "وأما صاحب المغفر، فهو" أي المغفر "بكسر الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الفاء" آخره راء "زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس" وقيل ما غطى الرأس من السلاح كالبيضة، وقيل رفرف البيضة أضيف إليه؛ لأنه "كان صلى الله عليه وسلم يلبسه في حروبه" والأساس لو قال فسمي به، لأنه إلخ، ثم يضبطه، "وأما قدم صدق، فقال قتادة" بن دعامة، "والحسن" البصري، كما نقله عياض عنهما، "وزيد بن أسلم" كما في الصحيح عنه "في" تفسير "قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [يونس: ٢] أي تقدم ورتبة رفيعة عبر عنها بالقدم؛ لأن السبق بها، قال ذو الرمة: لكم قدم لا ينكر الناس أنها ... مع الحسب العالي طمت على الفجر وأضيف إلى صدق لبيان فضله ومزيته، قال أبو عبيد: كان سابق خير قدم "هو محمد صلى الله عليه وسلم