"وقال سهل بن عبد الله" الإمام الورع، الزاهد العالم، الشهير "هي سابقة رحمة"، من إضافة الصفة للموصوف، أي رحمة سابقة، وقيل الإضافة بيانية "أودعها الله في محمد صلى الله عليه وسلم" أي جعله متصفا بها لينتفع الناس بها عند الحاجة، أو عهد له بها في الأزل، فلقيامها به صح أن يطلق عليها اسمها للمناسبة، "وأما نعمة الله، فقال سهل" التستري "في قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّه} أي تشرعوا في عد أفراد نعمة من نعم الله، {لا تُحْصُوهَا} ، لا تطيقوا عدها، وأتى أن عدم العد مقطوع به نظرا إلى توهم أن يطاق، وأصل معنى الإحصاء العد بالحصى، وكانت العرب تفعله، كما قال الأعشى: ولست بالأكثر منهم حصى ... وإنما العزة للكاثر ثم صار حقيقة في العد مطلقا أو المراد أن تريدوا عدها. "قال" سهل إعادة تأكيدا للأول، وللفصل بين كلام الله وتفسيره "نعمته محمد صلى الله عليه وسلم" إذ هو النعمة العظمى لكونه رحمة للعالمين، وفي نسخة نعمته بمحمد بالباء السببية، أو على أن النعمة بمعنى إنعام؛ لأنها تكون بمعناه وبمعنى المنعم به، واعترض هذا التفسير بأن النعمة به من أعرف المعارف المعلومة، والإحصاء إنما يكون في المعدود، كقوله: وأحصى كل شيء عددا، وتعقب بأن فيه صلى الله عليه وسلم، فوائد ومنافع، لا تحصى، فلا منافاة بين عدم الإحصاء وكونه المنعم به، والإضافة