فحزم المصنف في شرح البخاري بما لعياض فيه نظر، وعن أنس بن مالك قال: ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه رحمة كله. "كان إبراهيم مسترضعا" أي رضيعنا، فالسين زائدا "في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت" زاد مسلم وإنه ليدخل، "وكان ظئره" بكسر المعجمة وسكون التحتية المهموزة بعدها راء، أي مرضعة، وأطلق عليه ذلك لأنه زوج المرضعة، وأصل الظئر من ظأرت الناقة إذا عطفت على غير ولدها فقيل ذلك للتي ترضع غير ولدها، وأطلق على زوجها؛ لأنه لا يشاركها في تربيته، كما في الفتح "قينا" بالقاف حدادا بيان لسبب دخان البيت، وقد تسقط نقطة القاف من الكاتب، فتوهمت فاء، فجعلت نسخة، والرواية بالقاف في مسلم وغيره "فيأخذه ويقبله". زاد البخاري وشمه، ففيه مشروعية تقبيل الولد وشمه "ثم يرجع الحديث" ذكر في بقيته قصة موته "رواه أبو حاتم" وابن حبان ومسلم في الصحيح، فالعزولة هو اصطلاح أهل الفن، "وفي حديث جابر أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحن بن عوف، فأتى به النخل فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه". قال الحافظ: أي يخرجها ويدفعها، كما يدفع الإنسان ماله يجود به. وفي حديث أنس عند البيهقي يكيد قال صاحب العين: أي يسوق بها، وقيل معناه يقارب بها الموت، وقال أبو مروان بن سراج: قد يكون من الكيد وهو القيء يقال منه كاد يكيد شبه قلع نفسه عند الموت بذلك، "فأخذه صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، ثم ذرفت عيناه" بفتح المعجمة والراء والفاء جرى دمعهما. زاد أنس في الصحيح، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله! قال الطيبي: فيه معنى التعجب والواو تستدعي معطوفا عليه، أي الناس لا يصبرون وأنت تفعل كفعلهم، كأنه تعجب منه مع عهده منه الحث على الصبر والنهي عن الجزع، فأجابه بقوله: "إنها رحمة"، أي الحالة التي شاهدتها مني هي رقة على الولد لا ما توهمت من الجزع انتهى. وفي حديث ابن عوف نفسه عند ابن سعد والطبراني، فقلت: يا رسول الله تبكي أولم تنه عن البكار، فقال: "إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير