وروى ابن ماجه عن أنس لما قبض إبراهيم قال صلى الله عليه وسلم: "لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه" فأتاه فانكب عليه وبكى "ونزل قبره الفضل وأسامة" بن زيد "والنبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر" فرأى فرجة في اللحد فناول الحفار مدرة، وقال: "إنها لا تضر ولا تنفع ولكنها تقر عين الحي". رواه ابن سعد "ورش قبره" بماء عليه بعد تمام دفنه. روى ابن سعد عن رجل من آل علي أنه صلى الله عليه وسلم حين دفن إبراهيم قال: "هل من أحد يأتي بقربة" فأتى رجل من الأنصار بقربة فقال: "رشها على قبر إبراهيم" "وعلم بعلاة" ليعرف بها "قال الزبير" بن بكار، "وهو أول قبر رش" وما روي أنه لقنه لما دفن فقال قل الله ربي، ورسول الله أبي والإسلام ديني، فبكت الصحابة وقالوا من يلقننا وبكي عمر حتى ارتفع صوته، فقال عليه السلام: ما لك، فقال: هذا ابنك وما بلغ ولا جرى عليه قلم ولقنه مثلك فما حال عمر، فبكى صلى الله عليه وسلم وبكت الصحابة معه، فنزل جبريل فسأله عن سبب بكائهم فأخبره فصعد جبريل ونزل بقوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} والقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة يريد وقت الموت وعند السؤال فطابت الأنفس وسكنت القلوب فمنكر جدا. بل لا أصل له قاله الشامي، "و" عن المغيرة بن شعبة قال: "انكسفت" بوزن انفعلت، وهذا يرد على القزاز حيث أنكره، وكذا الجوهري حيث نسبه للعامة "الشمس يوم موته" أي إبراهيم كما هو الرواية فأبدلها المصنف بالضمير اختصارا "فقال الناس: إنما كسفت" بفتح الكاف والسين والفاء وحكى ضم الكاف. قال الحافظ: وهو نادر "لموت إبراهيم" على ما كانوا يزعمون أنها لا تنكسف إلا لموت عظيم "فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الشمس والقمر آيتان" علامتان "من آيات الله" الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته أو على تخويف العباد من بأسه وسطوته، ويؤيده قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: ٥٩] . وزاد في رواية في الصحيح يخوف الله بهما عباده.