وفي البخاري عن عائشة عاش سبعة عشر أو ثمانية عشر شهر على الشك، وعند أحمد بسند حسن عنها ثمانية عشر شهرا بالجزم، وكذا عنده عن جابر فهو أرجح الأقوال موافقته ما في الصحيح عنها وإن كان بالشك. وقال ابن حزم مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر، وقيل مات في رمضان وقيل في ذي الحجة. قال في الإصابة وهو باطل على القول بأنه سنة عشر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في حجة الوداع إلا أن كان مات في آخر ذي الحجة انتهى، "وحمل على سرير صغير" من بيت مرضعته إلى البقيع، "وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع" وكبر أربعا. أخرجه أبو يعلى وابن سعد عن أنس والبزار عن أبي سعيد وأحمد عن البراء وابن أبي شيبة عن الشعبي مرسلا، والبيهقي في الدلائل من مرسل جعفر بن محمد وهي وإن كان في أسانيدا ضعف فبعضها يعضد بعضا، ومن ثم قال النووي، الذي ذهب إليه الجمهور أنه صلى عليه وكبر أربعا، "وقال: "ندفنه عند فرطنا" بفتحتين متقدمنا "عثمان بن مظعون" بالظاء المعجمة. "وروي" عند أحمد والبزار وأبي يعلي، "أن عائشة قالت دفنه عليه الصلاة والسلام ولم يصل عليه" لاستغنائه بنبوة أبية عن الصلاة عليه التي هي شفاعة له، كما استغنى الشهيد بشهادته عنها أو لموته يوم كسوف الشمس، فاستغنى بصلاة الكسوف عن الصلاة عليه، أو لأنه لا يصلي على نبي، وقد جاء لو عاش كان نبيا، ورد بأنه قد صح أن الطفل يصلى عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: "صلوا على أطفالكم فإنهم من أفراطكم" , وصح أن الصحابة صلوا عليه صلى الله عليه وسلم، ثم حديث عائشة هذا قال في الإصابة إسناده حسن وصححه ابن حزم، لكن قال أحمد في رواية حنبل عنه حديث منكر، وقال الخطابي حديث عائشة أحسن اتصالا من رواية أنه صلى الله عليه وسلم ولكن هي أولى. وقال ابن عبد البر حديث عائشة لا يصح، ثم قال أعني ابن عبد البر "فيحتمل أن يكون" معناه "لم يصل عليه بنفسه وأمر أصحابه أن يصلوا عليه" ولم يحضرهم "أو لم يصل عليه في جماعة، بل صلى عليه منفردا" فلا يكون مخالفا لما عليه العلماء، وهو أولى ما حمل عليه حديثها، فلا يخالف ما أجمع عليه العلماء من الصلاة على الأطفال إذا استهلوا وهو عمل