للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك في تحريم نكاحهن، ووجوب احترامهن، لا في نظر وخلوة.

ولا يقال بناتهن أخوات المؤمنين، ولا آباؤهن وأمهاتهن أجداد وجدات، ولا إخوتهن ولا أخواتهن أخوال وخالات.

قال البغوي: كن أمهات المؤمنين دون النساء، روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها ولفظها -كما في البيضاوي: لسنا أمهات النساء وهو جار على الصحيح عند أصحابنا وغيرهم من أهل الأصول: إن النساء لا يدخلن في خطاب الرجال.


من فارقها أو استعاذت منه لا تحرم إن لم يدخل، فإن دخل فقولان ذكرهما المصنف في الخصائص، وفي الروضة أن الأصح الحرمة، وذلك في تحريم نكاحهن على التأييد، كما قال تعالى: {وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} [الأحزاب: ٥٣] ، "ووجوب احترامهن" فهن كالأمهات في ذلك "لا في نظر وخلوة" بهن، فحرام كالأجانب قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: ٥٣] ، ولا غيرهما كعدم نقض الوضوء بمسهن وتوارث هذا ونحو أخبار بفضلهن لأجله صلى الله عليه وسلم، فلا يقال لا فائدة في ذكره بعد موتهن، "ولا يقال بناتهن أخوات المؤمنين" إذ لا يحرم نكاحهن على أحد، "ولا آباؤهن وأمهاتهن أجداد وجدات، ولا إخواتهن وأخواتهن أخوال وخالات" للمؤمنين، فقد تزوج الزبير أسماء، وهي أخت عائشة والعباس أم الفضل أخت ميمونة، ولم يقل هما خالتا المؤمنين.
"قال البغوي" محمد بن الحسين بن مسعود، الحافظ، الفقيه، الإمام محيي السنة، صاحب التصانيف، المبارك له فيها لقصده الصالح، فإنه كان من العلماء الربانيين ذا عبادة ونسك وقناعة باليسير مات في شوال سنة ستة عشر وخمسمائة عن ثمانين سنة "كن أمهات المؤمنين" الذكور "دون النساء" الممنات. "روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها" ولفظ البغوي في معالم التنزيل، واختلفوا في أنهن كن أمهات المؤمنين فقيل كن أمهات المؤمنين والمؤمنات جميعا، وقيل كن أمهات المؤمنين دون النساء.
روي عن الشعبي عن مسروق أن أمرأة قالت لعائشة: يا أمه، فقالت: لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم انتهى.
فحكى القولين على حد سواء خلاف إيهام المصنف أنه جزم بأحدهما "ولفظها كما في البيضاوي" ورواه البيهقي في سننه عنها "لسنا" معاشر الأزواج الطاهرات "أمهات النساء"، بل أمهات الرجال أي مشبهات بأمهات النسب في حرمة النكاح والتعظيم وذلك لا يتأتى بينهن وبين النساء، وإن وجب عليهن احترامهن، لكن مجموع الأمرين لم يثبت للنساء "وهو جار على الصحيح عند أصحابنا وغيرهم من أهل الأصول إن النساء لا يدخلن في خطاب الرجال" إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>