للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفيت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين. وروى البخاري في تاريخه بإسناد صحيح إلى سعيد بن أبي هلال.


عن عائشة لما أسنت سودة هم صلى الله عليه وسلم بطلاقها، فقالت: لا تطلقني وأنت في حل مني، فأنا أريد أن أحشر في أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء، فأمسكها حتى توفي.
وأخرج الترمذي بسند حسن عن ابن عباس، وأبو داود والحاكم عن عائشة أن سودة خشيت أن يطلقها صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تطلقني وأمسكني، واجعل يومي لعائشة، ففعل، ففعلت، فأنزل الله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} [النساء: ١٢٨] .
قال في الإصابة: وأخرجه ابن سعد عن عائشة من طرق في بعضها، أنه بعث إليها بطلاقها، وفي بعضها أنه قال لها: "اعتدي" والطريقان مرسلان، وفيهما أنها قعدت له على طريقه، فناشدته أن يراجعها، وجعلت يومها وليلتها لعائشة، ففعل، ومن طريق معمر بلغي أنها قالت ما بي على الأزواج من حرص ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك انتهى.
ولو صحا لأمكن الجمع لكن صحح الدمياطي وتلميذه اليعمري، أنه لم يطلقها، وكانت شديدة الإتباع لأمره صلى الله عليه وسلم.
روى أحمد عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذا ثم ظهور الحصر، قال: فكن كلهن يحججن إلا زينب وسودة، فقالتا: والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك منه صلى الله عليه وسلم، وصح عن عائشة عند أبي يعلى وغيره، أنها قالت: ما من الناس أحد أحب إلي أن أكون في مسلاخه من سودة بها الأحدة فيها كانت تسرع منها الفيئة، مسلاخ بكسر الميم، وسكون المهملة، وخفة اللام والخاء المعجمة هديها وطريقتها.
وفي الصحيح عن عائشة: استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل الناس، وكانت امرأة بطيئة يعني ثقيلة، فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحب إلي من مفروح به,
وعن إبراهيم النخعي قال: قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صليت خلفك الليل، فركعت بي حتى أمسكن ما بقي مخافة أن يقطر الدم فضحك وكانت تضحكه بالشيء أحيانا.
رواه ابن سعد برجال الصحيح وعنده أيضا عن محمد بن سيرين أن عمر بعث إلى سودة بغرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم، قالت: في غرارة مثل التمر ففرقتها، "وتوفيت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين" في خلافة معاوية، كما رجحه الواقدي.
وقال الحافظ في تقريبه سنة خمس وخمسين على الصحيح.
"وروى البخاري في تاريخه بإسناد صحيح إلى سعيد بن أبي هلال" الليثي، مولاهم

<<  <  ج: ص:  >  >>