للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصدقها فيما قاله ابن إسحاق أربعمائة درهم، وتزوجها بمكة في شوال سنة عشر من النبوة، قبل الهجرة بثلاث سنين، ولها ست سنين، وأعرس بها بالمدينة في شوال سنة اثنتين من الهجرة على رأس ثمانية عشر شهرا، ولها تسع سنين. وقيل بعد سبعة أشهر من مقدمه عليه الصلاة والسلام.


البكر فابنه أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر وأما الثيب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك، قال: "فاذكريهما علي" فأتيت أم رومان، فقلت: ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قالت: وما ذلك؟ قلت: رسول الله يذكر عائشة، قالت: وددت انتظري أبا بكر، فجاء فذكرت ذلك له، فقال: أوتصلح له، وهي ابنة أخيه، فرجعت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "قولي له أنت أخي، وأنا أخوك في الإسلام، وابنتك تصلح لي"، فرجعت وأخبرته بذلك، فقال أبو بكر لأم رومان: إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه والله ما أخلف أبو بكر وعدا قط، فأتى لمطعم وعنده امرأته أم الفتى، فقال: ما تقول في أمر هذه الجارية، فأقبل على امرأته فقال: ما تقولين: فأقبلت على أبي بكر فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الصبي إليك تصبئه وتدخله في دينك والذي أنت عليه فقال أبو بكر: ما تقول أنت؟ فقال: إنها تقول ما تسمع فقام أبو بكر ليس في نفسه شيء من الموعد، فقال لخولة: قولي لرسول الله فليأت، فدعته فجاء، فملكها، أي تزوجها "وأصدقها فيما قاله ابن إسحاق أربعمائة درهم" تبرأ منه؛ لأنه خلاف ما في مسلم عنها أن صداقه صلى الله عليه وسلم لأزواجه كان خمسمائة درهم، وهي زيادة صحيحة، فيجب قبولها وتزوجها بمكة في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين" زيادة إيضاح لسنة عشر، "ولها ست سنين" لأنها ولدت في الإسلام سنة أربع من النبوة، كما في العيون والإصابة، "وأعرس بها بالمدينة في شوال سنة اثنتين من الهجرة على رأس ثمانية عشر شهرا" فيما قاله بعضهم، وآخره في الإصابة والفتح، وصدر بأنه بني بها في السنة الأولى، وهو الذي يأتي عليه قوله، "ولها تسع سنين" كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عنها.
أما على هذا القول الضعيف الذي قدمه المصنف وما كان ينبغي تقديمه فيكون لها عشر سنين ونصف سنة والظاهر أنه مقدم عن محله وأنه بعد قوله، "وقيل بعد سبعة أشهر من مقدمه، عليه الصلاة والسلام".
وروى ابن سعد وغيره، عنها قالت: أعرس بي على رأس ثمانية أشهر، وبهذا صدر في الإصابة، والعيون وفي مسلم، عنها تزوجني صلى الله عليه وسلم في شوال وبني بي في شوال.
قال في الفتح: وإذا ثبت أنه بنى بها في شوال من السنة الأولى قوى قول من قال: دخل

<<  <  ج: ص:  >  >>