وفي رواية أحمد وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، ولا والله ما نحرت علي جزور ولا ذبحت من شاة، ولكن جفنه كان يبعث بها سعد بن عبادة إليه صلى الله عليه وسلم وعنده عن أسماء بنت يزيد بن السكن كانت صاحبة عائشة التي هيأتها وأدخلتها عليه صلى الله عليه وسلم، ومعي نسوة فوالله ما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من لبن، فشرب منه ثم ناوله عائشة، فاستحيت، فقلت: لا تردي يد رسول الله خذي منه، فأخذته على حياء، فشربت، ثم قال: "ناولي صواحبك" فقلن: لا نشتهيه، فقال: "لا تجمعن جوعا وكذبا"، فقلت: يا رسول الله إنا إذا قلنا لشيء نشتهيه لا نشتهيه يعد ذلك كذبا، قال: "إن الكذب يكتب كذبا حتى تكتب الكذيبة كذبة". قال أبو عمر كان نكاحه عليه الصلاة والسلام لها "في شوال وابنتى بها في شوال" كما في مسلم وغيره. عنها قال الجوهري: تقول العامة بنى بأهله وهو خطأ، وإنما يقال بنى على أهله والأصل فيه أن الداخل على أهله يضرب عليه قبة ليلة الدخول ثم قيل لكل داخل بأهله بأن قال الحافظ: ولا معنى لهذا التغليط لكثرة استعمال الفصحاء له وحسبك بقول عائشة: بنى بي وبقول عروة بنى بها، "وكانت تحب أن تدخل النساء من أهلها وأحبتها في شوال على أزواجهن"، لذلك قال أبو عاصم: إنما كره الناس الدخول في شوال لطاعون وقع فيه قديما، "وكانت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم" اللاتي أجتمعن معها "إليه" كما قال صلى الله عليه وسلم حين سأله عمرو بن العاص أي الناس أحب إليك؟، قال: "عائشة"، قال: من الرجال، قال: "أبوها"، وقال عمر لحفصة: لا يغرنك