للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت مدة مقامه معها عليه الصلاة والسلام تسع سنين، ومات عنها ولها ثماني عشرة سنة، ولم يتزوج بكرا غيرها،


لما سار فاطمة في مرضه تكلمت عائشة، فقال صلى الله عليه وسلم: "أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة"، وأنها قالت: من أزواجك في الجنة، قال: "أما إنك منهن".
وروى أبو الحسن الخلعي منها رفعته: "يا عائشة إنه ليهون علي الموت، أني قد رأيتك زوجتي في الجنة".
ورواه ابن عساكر بلفظ "ما أبالي بالموت مذ علمت أنك زوجتي في الجنة"، والسلفي بلفظ "هون علي الموت أني رأيت عائشة في الجنة".
وروى أحمد عنها رفعته "لقد رأيت عائشة في الجنة، كأني أنظر إلى بياض كفيها ليهون بذلك علي عند موتي"، ومن ثم خطب عمار بن ياسر، فقال: والله إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، رواه البخاري.
وروى ابن سعد عنها فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر لم ينكح بكرا قط غيري، ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة، وكنت أغتسل أنا، وهو في إناء واحد، ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلي وأنا معترضه بين يديه دون غيري، وكان ينزل عليه الوحي، وهو معي، ولم ينزل وهو مع غيري، وقبض وهو بين نحري وسحري، وفي الليلة التي كان يدور علي فيها، ودفن في بيتي وفيه عيسى بن ميمون واهي الحديث، كما في الإصابة، لكن شواهده كثيرة، وقد رواه ابن سعد أيضا والطبراني، برجال الصحيح، وابن أبي شيبة أنها قالت أعطيت تسع خلال ما أعطيتها امرأة، ولله ما أقول هذا فخر، أنزل الملك بصورتي، وتزوجني لسبع واهديت إليه لتسع، وتزوجني بكرا، وكان الوحي يأتيه، وأنا هو في لحاف واحد، وكنت أحب الناس إليه، وبنت أحب الناس إليه، ولقد نزلت في آيات من القرآن، وقد كادت الأمة تهلك في، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري، وقبض في بيتي، لم يله أحد غيره وغير الملك.
وفي رواية أبي يعلى، لقد اعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة إلا مريم. نزل جبريل بصورتي في راحته، وتزوجني بكرا، وقبض ورأسه في حجري، وقبرته في بيتي، وحفت الملائكة بيتي، ونزل عليه الوحي في لحافي، وأنا ابنة خليفته وصديقه، ونزل عذري من السماء، وخلقت طيبة، وعند طيب ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما، ومن مجموع هذا ينتظم أكثر من عشر خلال، "وكانت مدة مقامه معها عليه الصلاة والسلام تسع سنين، ومات عنها ولها ثماني عشرة سنة" كما في مسلم وغيره عنها، "ولم يتزوج بكرا غيرها" كما في الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>