زاد في رواية "فإذا هي أنت" وفي لفظ، "فإذا أنت هي"، "فأقول إن بك" هذا "من عند الله يمضه" بضم أوله. قال الطيبي: هذا الشرط مما يقوله المتحقق لثبوت الأمر، المدلى بصحته تقريرا لوقوع الجزاء وتحققه قول السلطان لمن يجب قهره، إن كنت سلطانا انتقمت منك، أي أن السلطنة مقتضية للانتقام. وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون قال ذلك قبل البعثة، فلا إشكال فيه، وإن كان بعدها، ففيه احتمالات التردد هل هي زوجته في الدنيا والآخرة أو في الآخرة فقط، أو أنه لفظ شك لا يراد به ظاهره، وهو نوع من البديع عند أهل البلاغة يسمونه تجاهل العارف، وسماه بعضهم مزج الشك باليقين، أو وجه التردد هل هي رؤيا وحي على ظاهرها وحقيقتها، أو رؤيا وحي لها تعبير، كلا الأمرين جائز في حق الأنبياء انتهى. قال الحافظ: الأخير هو المعتمد، وبه جزم السهيلي عن ابن العربي، قال: وتعبيره باحتمال غيره لا أرضاه والأول يرده أن السياق يقتضي أنها كانت قد وجدت، فإن ظاهر قوله فإذا هي أنت يشعر بأنه كان قد رآها وعرفها قبل ذلك، والواقع أنها ولدت بعد البعثة، ويرد الاحتمالات رواية ابن حبان، في آخر الحديث هي زوجتك في الدنيا والآخرة، والثاني بعيد. "والسرقة" بفتحات "شقة الحرير البيضاء" في أحد القولين لغة، والآخر أنه الحرير عامة والجمع سرق بفتحات، كما في القاموس، والمراد هنا الثاني؛ لأنها خضراء، ومن ثم لم يقيدها المصنف في الشرح تبعا للفتح بالبيضاء، "وفي الترمذي" وحسنه من حديثها "إن جبريل جاءه عليه الصلاة والسلام بصورتها في خرقة حرير خضراء، وقال هذه زوجتك في الدنيا والآخرة"، فبينت هذه الرواية لون الشقة، وأن الزوجية في الدارين. "وفي رواية عنده" عن ابن عمر قال: "قال" رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني "جبريل" فقال: "إن الله" عز وجل "قد زوجك بابن أبي بكر ومعه صورتها" لفظ الرواية صورة عائشة وعند ابن حبان أنه