للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجمل الناس، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال بقين من شوال من السنة التي مات فيها أبو سلمة.

وماتت سنة تسع وخمسين وقيل سنة اثنتين وستين، والأول أصح،


أجمل الناس" قالت عائشة: لما تزوجها حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا من جمالها، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت: ما هي، كما يقال، فتلطفت حتى رأيتها، فرأيت والله أضعاف ما وصفت، فذكرت لحفصة، فقالت: نعم ولكني كنت غيرى.
رواه ابن سعد وروى أحمد أنه صلى الله عليه وسلم لما تزوجها قال: "يا أم سلمة إني أهديت إلى النجاشي حلة، وأواقي مسك، ولا أراه إلا قد مات، ولا أرى هديتي إلا مردودة فهي لك فكان كما" قال، فأعطى كل واحدة من نسائه أوقية، وأعطى أم سلمة المسك والحلة.
وروى أبو الحسن الخلعي عن زينب بنت أبي سلمة أنه صلى الله عليه وسلم كان عند أمها، فجعل حسنا في شق، وحسينا في شق وفاطمة في حجره، وقال: "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد"، فبكت أم سلمة، فقال: "ما يبكيك"؟ قالت: يا رسول الله خصصتهم، وتركتني وابنتي، فقال: "إنك من أهل البيت".
وروى عمر الملاء عن عائشة، كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر، دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأم سلمة؛ لأنها أكبرهن ويختم بي.
وروى الشيخان عن أم سلمة قلت: يا رسول الله هل لي أجر في بني أبي سلمة، أنفق عليه، ولست بتاركتهم هكذا وهكذا إنما همي بني؟ فقال: "نعم لك أجر ما أنفقت عليه"، "وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال بقين من شوال من السنة التي مات فيها أبو سلمة" وهي الرابعة على الصحيح أو الثالثة، وأما قول أبي عبيدة وابن عبد البر تزوجها بعد وقعة بدر في شوال سنة اثنتين، فقال اليعمري، ليس بشيء؛ لأن أبا عمر قال في وفاة أبي سلمة، أنها في جمادى الآخرة سنة ثلاث، وهو لم يتزوجها لا بعد انقضاء عدتها من وفاته انتهى، "وماتت سنة تسع وخمسين، في شوال، قاله الواقدي وتبعه ابن عساكر، وقيل سنة اثنتين وستين، قاله إبراهيم الحربي، قال في التقريب وهو الأصح.
وقال البخاري في التاريخ الكبير سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة إحدى وستين بعدما جاءها خبر قتل الحسين.
قال ابن عبد البر هذا هو الصحيح، وقيل سنة ستين، قال اليعمري وهو الصحيح، فقول المصنف، "والأول أصح" فيما قاله بعضهم معارض بهذه التصحيحات، قال في الإصابة: وهي آخر أمهات المؤمنين موتا، فقد ثبت في مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، وعبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>