وروى الطبراني برجال الصحيح عنها: أنه صلى الله عليه وسلم أتاها فلف رداءه، ووضعه على أسكفة الباب، واتكأ عليه، وقال: "هل لك يا أم سلمة"؟ قلت: إني امرأة شديدة الغيرة، وأخاف أن يبدو للنبي صلى الله عليه وسلم ما يكره، فانصرف، ثم عاد، فقال: "هل لك يا أم سلمة؟ إن كان لزيادة في صداقك زدنا"، فعادت لقولهها، فقالت أم عبد: يا أم سلمة تدرين ما يتحدث به نساء قريش، يقلن إنما ردت محمدا لأنها تريد من قريش أحدث منه وأكثر مالا، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها. وروى ابن سعد عنها قالت: قلت لأبي سلمة بلغني أنه ليس امرأة يموت زوها، وهما من أهل الجنة، ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها فتعال أعاهدك أن لا تتزوج بعد، ولا أتزوج بعدك، قال: أتعطيني؟ قالت: ما سألتك إلا لأعطيك، قال: فإذا أنا مت فتزوجي، ثم قال: "اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يحزنها ولا يؤذيها" فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة؟ فلبثت ما لبثت، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقف على الباب، فذكر نحو ما سبق. قال ابن إسحاق: وأصدقها فراشا حشوة ليف، وقدحا، وصحفة ومجشة انتهى. قال في الروض: وهي الرحى، ومنه سمي الحشيش، وذكر معها أشياء لا تعرف قيمتها، منها جفنة وفراش. وفي مسند البزار قال أنس: أصدقها متاعا قيمته عشرة دراهم قال البزار، ويروى أربعون درهما انتهى. وفي الحديث أنه بنى بها، فبات، فلما أصبح قال: "إن لك على أهلك كرامة، فإن شئت سبعت لك وسبعت لنسائي، وإن شئت ثلثت ودرت"، فقالت: بل ثلث، "وكانت أم سلمة من