"وروي" عن ابن سعيد من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد الأموي، عن أم حبيبة رأيت في النوم، فذكرت الحديث، كما مر، وفيه "أن النجاشي أرسل إليها جاريته أبرهة" التي قدمت معها وصحبت، "فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك منه" فوكلي من يزوجك "وإنها أرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاصي" بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف من السابقين الأولين، قيل كان رابعا أو خامسا استشهد بمرج الصفراء أو بأجنادين "فوكلته وأعطت أبرهة سوارين وخواتم من فضة سرورا بما بشرتها به، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب"، الأمير المستشهد بمؤتة، "ومن هناك من المسلمين فحضروا، فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدوس" الطاهر عما لا يليق به "السلام" ذي السلامة من النقائص، "المؤمن" المصدق رسله بخلق المعجزة لهم "المهيمن" الشهيد على عباده بأعمالهم، "العزيز" القوي "الجبار" الذي جبر خلقه على ما أراد "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره" يعليه "على الدين كله"، جميع الأديان المالفة له، "ولو كره المشركون" ذلك، "أما بعد، فإني أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم". وفي رواية ابن سعد، فإن رسول الله كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة، فأجبت، "وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ذهبا". قال الحاكم: إنما أصدقها ذلك استعمالا لأخلاق الملوك في المبالغة في الصنائع، لاستعانة