للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم سكب الدنانير بين يدي القوم. فتكلم خالد بن سعيد فقال: الحمد لله أحمده، وأستعينه واستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد: فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فيها. ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال: "اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج"، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا. خرجه صاحب الصفوة كما قاله الطبري. وكان ذلك سنة سبع من الهجرة.

قال أبو عمر: واختلف فيمن زوجها فروي أنه سعيد بن العاصي،


النبي صلى الله عليه وسلم به في ذلك انتهى، وعند ابن أبي خيثمة عن أم حبيبة وما بعث إليه صلى الله عليه وسلم بشيء، "ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد، فقال: الحمد لله، أحمده وأستعينه، واستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسول الله صل الله عليه وسلم فيها، ودفع" النجاشي "الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاصي فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا".
وفي رواية أراد بالإفراد، أي هو ومن معه، وخصه بالإرادة لأنه لما كان أمر العقد منوطا به، وثم أراد الانصراف لانتهاء الحاجة، "فقال: "اجلسوا فإن سنة الأنبياء"، طريقتهم وسيرتهم الحميدة، "إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام، فأكلوا ثم تفرقوا".
زاد ابن سعد قالت أم حبيبة: فلما وصل إلى المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا، فردتها علي، وردت على ما كنت أعطيتها أولا، وقالت: إن الملك عزم على بذلك، ثم جاءتني من العد بعود، وورس، وعنبر وزباد كثير، فقدمت به معي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"خرجه صاحب الصفوة" ابن جوزي "كما قاله الطبري" الحافظ محب الدين وأخرجه ابن سعد بأبسط منه، كما علم، "وكان ذلك في سنة سبع من الهجرة" كما رواه ابن سعد، وقيل سنة ست، والأول أشهر، كما في الإصابة، بل في العيون أن الثاني ليس بشيء كما مر، وعلى فرض ثبوته يحتمل أن البعث سنة ست, والعقد سنة سبع، فلا منافاة بينهما.
"قال أبو عمر" بن عبد البر، "واختلف فيمن زوجها، فروي أنه سعيد بن العاصي" أخو خالد، كما في الإصابة، فنسب لجده، وفيه نظر، فقد ذكر ابن شاهين أن إسلامه كان قبل الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>