ذكره ابن عبد البر، أي كراهة أن يقال خرج من عند برة، أو ما هنا برة مثلا لحبه الفال الحسن، لا لأنها كانت تزكي نفسها، كما زعم لأنه سوء ظن. "و" روى البخاري ومسلم "عن أنس لما تزوج صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم، فطعموا" الخبز واللحم، كما في الرواية وفي الصحيح أيضا ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أولم على أحد من نسائه ما أولم على زينب بنت جحش. أولم عليها بشاة، أي شكر الله حيث زوجه إياها بالوحي، كما قال الكرماني أو وقع اتفاقا لا قصدا، كما قال ابن بطال أو لبيان الجواز، كما قال غيرهما، وفي الصحيح أيضا بنى بزينب بنت جحش بخبز ولحم، فأرسلت داعيا، فيجيء قوم، فيأكلون ويخرجون، ثم قوم فيأكلون ويخرجون فدعوت حتى ما أجد أحدا، قلت يا نبي الله ما أجد أحدا أدعوه، قال: "ارفعوا طعامكم" "ثم جلسوا يتحدثون" فأطالوا الجلوس، "فإذا هو صلى الله علي وسلم كأنه يتهيأ للقيام" ليتفطنوا لمراده فيقوموا لقيامه، "فلم يقوموا" وكان يستحيي أن يقول لهم قوموا "فلما رأى ذلك قام"، لكن يقوموا ويخرجوا، "وقام من قام، وقعد ثلاثة نفر" لم يسموا، والإضافة بيانية، أي ثلاثة هم نفر لا حقيقة، وإلا لكان المعنى أنهم تسعة، أو أكثر إذ أقل النفر ثلاثة وليس بمراد وفي رواية للبخاري رجلان وأجاب الكرماني بأن مفهوم العدد لا اعتبار له، أو المحادثة كانت بينهما، والثالث ساكت، وقال الحافظ: كأن أحد الثلاثة فطن لمراد الرسول، فخرج وبقي الاثنان "فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل" على زينب، "فإذا القوم جلوس" في بيتها فرجع زاد في رواية أخرى في الصحيح، فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال: "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله"، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك يا رسول الله وبعض حجر