"أخرجه مسلم" وأحمد، والنسائي من حديث أنس قال: لما انقضت عدة زينب، فذكره، وعند ابن سعد بسند مرسل بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث عند عائشة إذ أخذته عشبة فسري عنه. وهو يتبسم ويقول: "من يذهب إلى زينب فيبشرها" وتلا {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٣٧] قالت عائشة: فأخذني ما قرب وما بعد لها يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم وأشرف ما صنع لها زوجها الله من السماء، وعنده بسند ضعيف، عن ابن عباس لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم لها سجدت، "وقال المنافقون: حرم محمد نساء الولد، وقد تزوج امرأة ابنه" لأنه كان تبناه، "فأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: ٤٠] الآية". قال ابن عطية اذهب الله سبحانه بهذه الآية ما وقع في نفوس منافقين وغيرهم من تزوجه زوجة دعيه فنفى تلك البنوة، واعلم أنه في حقيقة أمره لم يكن أبا أحد من المعاصرين له، ولم يقصد بالآي أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن له ولد، فيحتاج في أمر بنيه، أنهم كانوا ماتوا، ولا في أمر الحسن والحسين، بأنهما ابنا بنته، ومن قال ذلك تأول معنى البنوة على غير ما قصد بها انتهى، وهو حسن نفيس، وقد صرح بأن القول ليس من المنافقين فقط، وأخرج الترمذي عن عائشة لما تزوج صلى الله عليه وسلم زينب، قالوا: تزوج حليلة ابنه فنزل {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ} الآية، "وكانت زينب تفخر" بفتح المعجمة، وفي نسخة تفتخر "على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن آباؤكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات". "رواه الترمذي وصححه" من حديث أنس، وفي رواية غيره أنها كانت تقول: إن آباءكن أنكحوكن، وإن الله أنكحني إياه من فوق إلخ..... وليس هذا من الفخر المنهي عنه، بل من التحدث بالنعمة، وقد سمعها صلى الله عليه وسلم وأقرها، فروى ابن سعد عن عبد الواحد بن أبي عون، قالت زينب: يا رسول الله إني والله ما أنا كأحد من نسائك ليس امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها، أو أخوها أو أهلها غيري زوجنيك الله من السماء، وعن الشعبي كانت زينب تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: