وروي أنها طلبتهم منه ليلة دخوله بها، فوهبهم لها، فإن صح فطلبها، وكونه وهبهم لا ينافي أن المسلمين أطلقوهم، بل ذلك زيادة إكرام من الله لرسوله حتى لا يسأل أحدا منهم بشيء أو مجانا. "قالت عائشة" رضي الله عنها: "فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها أعتق في سببها" أي بسببها، وفي رواية فلقد أعتق الله تعالى بها "مائة أهل بيت" بالإضافة أي مائة طائفة كل واحدة منهن أهل بيت من بني المصطلق، ولم تقل مائة هم أهل بيت لإبهام أنهم مائة نفس كلهم أهل بيت وليس مرادا وقد روى أنهم كانوا أكثر من سبعمائة. "خرجه أبو داود" وأحمد "من حديث" ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عمه عروة، عن خالته "عائشة" جزاها الله خيرا ما أنصفها، تذكر فضائل ضراتها، وما هو منها بعجيب، فهي الصديقة ابنة الصديق. وروى البيهقي عن جويرية قالت: رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر أحدا، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فأعتقني وتزوجني، وظاهرا هذا أو صريحة أنه جعل نفس اعتق صداقا، وبه جزم الشعبي التابعي المشهور، فقال: كانت جويرية ملكه صلى الله عليه وسلم، فأعتقها وجعل عتقها صداقها، وأعتق كل أسير من بني المصطلق. "وقال ابن هشام: ويقال اشتراها صلى الله عليه وسلم من ثابت بن قيس، وأعتقها، وأصدقها أربعمائة "درهم"، وقال: جاء أبوها بفدائها بإبل، فرغب في بعيرين منها، فغيبهما بالعقيق، ثم أتاه، فقال: يا