للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان له صلى الله عليه وسلم اثنا عشر عما بنو عبد المطلب، أبوه -عبد الله- ثالث عشرهم: الحارث: وأبو طالب واسمه عبد مناف، والزبير ويكنى أبا الحارث، وحمزة والعباس، وأبو لهب واسمه عبد العزى،


الطبري، كثير التصانيف، "كان له صلى الله عليه وسلم اثنا عشر عما بنو عبد المطلب" قيد به دفعا لتوهم المجاز، وهو إطلاق العم على عم الأب، وعم الجد، "أبوه عبد الله ثالث عشرهم" بفتح الثاء المثلثة؛ لأنه مركب مع عشر، ولا يجوز ضمه على الإعراب كما قاله الدماميني، وأطال في بيانه، وأمهاتهم شتى، كما ستراه "الحارث" أكبر ولد أبيه، وبه كان يكنى، وشهد معه حفر زمزم ومات في حياة أبيه ولم يدرك الإسلام، وأمه صفية بنت جنب، قال في الإصابة: زعم ابن أبي حاتم أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله على بعض أعمال مكة، وولاه الشيخان وعثمان مكة، ثم انتقل إلى البصرة، فوهم فيه وهما شنيعا، فهذه الترجمة لحفيدة الحارث بن نوفل بن الحارث. أما هو فمات في الجاهلية وأولاده أبو سفيان، ونوفل وربيعة، والمغيرة وعبد الله كلهم صحابة، و"أبو طالب" كني باسم أكبر ولده وهم: طالب، فعقيل، فجعفر، فعلي، وكل أكبر ممن يليه بعشر سنين، وأختهم أم هانئ، قيل وحمانة أخت لهم ثانية، وأسلموا كلهم إلا طالبا، فمات كافرا، والصحيح أن أبا طالب وأمه فاطمة بنت عمرو لم يسلم وذكر جمع من الرافضة أنه مات مسلما وتمسكوا بأشعار وأخبار واهية تكفل بردها في الإصابة "واسمه عبد المناف" قال في الإصابة على المشهور، وقال في الفتح عند الجميع، وشذ من قال عمران، بل هو قول باطل نقله ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض، فقال إنهم زعموا أنه المراد بقوله تعالى وآل عمران، وقال الحاكم أكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته انتهى.
أي فسمى ولده حين ولد بما يوافق اسم أبيه على ذا القول، "والزبير" بفتح الزاي، وكسر الباء عند البلاذري وحده، والباقون على ضم الزاي، وفتح الباء قاله في الزهر الباسم، ونقله الشامي هنا وفي حفر زمزم، فعجب ما في الشرح، "ويكنى أبا الحارث"، وهو أسن من شقيقه عبد الله وأبي طالب، كان شاعرا شريفا رئيس بني هاشم وبني المطلب وأحد حكام قريش، وكان ذا عقل ونظر ولم يدرك الإسلام، وبناته ضباعة وصفية وأم الحكم وأم الزبير لهن صحبة وابنه عبد الله ثبت يوم حنين واستشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة بعدما بلى بها بلاء حسنا، "وحمزة والعباس" السيدان الآتي، ذكرهما، "وأبو لهب" وأمه لنبى بنت هاجر بكسر الجيم، كما جزم به في الروض قبيل المولد بيسير، ولم يذكره الأمير، ولا من تبعه "واسمه عبد العزى" كناه أبوه بذلك لحسن وجهه.
قال السهيلي: مقدمة لما يصير إليه من اللهب، وكان بعد نزول السورة فيه لا يشك مؤمن

<<  <  ج: ص:  >  >>