للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة كبر عليها أربعا وكبر على حمزة سبعين تكبيرة، رواه البغوي في معجمة.

وقد روى أنس بن مالك أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم. خرجه أحمد وأبو داود.

فيحمل أمر حمزة على التخصيص، ومن صلى عليه غيره على أنه جرح حال الحرب ولم يمت حتى انقضت الحرب.

وكان سن حمزة يوم قتل تسعا وخمسين سنة، ودفن هو وابن أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد.


تغسلهما، وروى ابن عبد البر عن ابن عباس رفعه: "دخلت البارحة الجنة، فإذا حمزة مع أصحابه"، "وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة كبر عليها أربعا، وكبر على حمزة سبعين تكبيرة".
"رواه" الحافظ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، "البغوي" الكبير "في معجمه" في الصحابة، "وقد روى أنس بن مالك أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم" وهذا خلاف فيه، "ولم يصل عليهم، خرجه أحمد وأبو داود" وكذا رواه البخاري عن جابر بنحوه، فهذا معارض لما روى في حمزة، ولحديث أنه صلى عليهم صلاته على الميت، "فيحمل أمر حمزة على التخصيص" أي أنه خصه بذلك فيخص من قول أنس وجابر أنه لم يصل على قتلى أحد "و" يحمل أمر "من صلى عليه غيره على أنه جرح حال الحرب، ولم يمت حتى انقضت الحرب" فلا منافاة، وحمل أيضا على أنه دعا لهم، كدعائه للميت جمعا بين الأدلة، "وكان سن حمزة يوم قتل تسعا وخمسين سنة" بناء على القول، بأنه ولد قبل المصطفى بأربع سنين، بإلغاء عام الولادة أو الموت، وإلا كانت ستين؛ لأنه هاجر وهو ابن سبع وخمسين، ومات في شوال سنة ثلاث، وعلى أنه ولد قبله صلى الله عليه وسلم بسنتين، فكان سنة ثمانيا وخمسين، وقول صاحب الإصابة، فعاش دون الستين، وعلى أنه ولد قبله صلى الله عليه وسلم بسنتين، فكان سنة ثمانيا وخمسين، وقول صاحب الإصابة، فعاش دون الستين، أي على هذا القول الذي صدر وهو به، "ودفن هو وابن أخته" أميمة "عبد الله" بالتكبير "ابن جحش في قبر واحد" كما في البخاري عن جابر، وقال كعب بن مالك يرثيه:
بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا ... لحمزة ذا كم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا ... هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدت ... وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان ... يخالطها نعيم لا يزول

<<  <  ج: ص:  >  >>