"رواه أبو عمر" بن عبد البر "والمخلص" بضم الميم وفتح المعجمة، وكسر اللام الثقيلة. ومهملة محمد بن عبد الرحمن بن العباس أبو طاهر الذهبي البغدادي، الثقة، المكثر الصالح، "وصاحب الصفوة" ابن الجوزي، "وعند ابن هشام" بلا سند "أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لن أصاب بمثلك أبدا ما وقفت موقفا قط أغيظ لي من هذا" وأثنى عليه وترحم، كما مر في أحد. "وعند ابن شاذان من حديث ابن مسعود، ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا قط أشد من بكائه على حمزة، وضعه في القبلة، ثم وقف على جنازة، وانتحب حتى نشغ" بفتح النون، والشين، والغين المعجمتين "من البكاء" يقول: "يا حمزة يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسد الله وأسد رسوله، يا حمزة يا فاعل الخيرات، يا حمزة يا كاشف الكربات، يا حمزة يا ذابا عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم". زاد في رواية: "رحمة عليك لقد كنت ما علمتك فعولا للخير وصولا للرحم"، والنشغ الشهيق حتى يبلغ به الغشي، وفي النهاية ومقدمة الفتح أنه الشهيق، وعلو النفس الصعداء حتى يكاد يبلغ به الغشي وهي أولى لأن الواقع أن صلى الله عليه وسلم ما بلغ ذلك، بل قارب، إلا أن يكون تفسير مراد، وتفسير المصنف لأصل المادة، قيل: وهذا كان قبل تحريم الصياح، بدليل أن نساء الأنصار أخذن ينحن عليه من الليلة، فنهاهن صلى الله عليه وسلم عن ذلك أخرج الطبراني بسند حسن عن ابن عباس، قال: أصيب حمزة وحنظلة بن الراهب، وهما جنب، فقال صلى الله عليه وسلم: "رأيت الملائكة