للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من السابقين، صح في مسلم أنه صلى الله عليه وسلم أعلمه بما كان ومما يكون إلى أن تقوم الساعة، وأبوه صحابي أيضا استشهد بأحد، ومات حذيفة في أول خلافة علي سنة ست وثلاثين.

وحويطب بن عبد العزى العامر، أسلم يوم الفتح، عاش مائة وعشرين سنة، ومات سنة أربع وخمسين.

وله كتاب آخر سوى هؤلاء، وذكروا في الكتاب الذي تقدم ذكره.


جابر بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن قطيفة بن عبس العبسي، بسكون الموحدة أصاب أبوه دما، فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لكونه حالف اليمانية، وتزوج أم حذيفة، فولد له بالمدينة "من السابقين" أسلم هو وأبوه، وأرادا شهود بدر، فصدهما المشركون.
وفي الصحيحين أن أبا الدرداء قال لعلقمة: أليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره يعني حذيفة، وذلك لأنه "صح في مسلم أنه صلى الله عليه وسلم أعلمه" لفظ مسلم عن حذيفة: لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم "بما كان، وبما يكون إلى أن تقوم الساعة" ولذا سأله عمر عن الفتنة، كما في الصحيحين، وشهد أحدا والخندق وله بها ذكر حسن، وما بعدهما، وفتوح العراق، وله بها آثار شهيرة، "وأبوه صحابي أيضا استشهد بأحد"، قتله المسلمون خطأ يظنونه من المشركين، "ومات حذيفة" أميرا على المدائن من عمر، فلم يزل بها حتى مات "في أول خلافه علي" بعد أن بويع له بأربعين يوما "سنة ست وثلاثين".
وروى عنه صلى الله عليه وسلم وعن عمر، وروى عنه جابر، وجندب، وأبو الطفيل، وعبد الله بن يزيد، وغيرهم من الصحابة والتابعين، "وحويطب بن عبد العزى" بن أبي قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل، بكسر الحاء، وسكون السين المهملتين، ولا ابن عامر بن لؤي القرشي، "العامر أسلم يوم الفتح" وشهد حنينا، وكان من المؤلفة، وجدد أنصاب الحرم في عهد عمر، ثم قدم المدينة، فنزلها إلى أن مات وباع داره بمكة من معاوية بأربعين ألف دينار، فاستكثرها بعض الناس، فقال حويطب: وما هي لمن عنده العيال.
ذكره ابن سعد "عاش مائة وعشرين سنة" قاله البخاري، "ومات سنة أربع وخمسين" قاله الواقدي، "وله كتاب آخر سوى هؤلاء ذكروا في الكتاب الذي تقدم ذكره" ومن كتابه السجل روى أبو داود والنسائي عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: ١٠٤] ، السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم.
زاد ابن منده: والسجل هو الرجل بالحبشة، وروى ابن مردويه وابن منده عن ابن عمر قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>