قال: "إن هذا خلق حسن"، لما فيه من مواساة الفقراء, "وما الصدقة؟ فأخبرته بما فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصدقات في الأموال, حتى انتهيت إلى الإبل، فقال: يا عمرو, يؤخذ من سوائم" جمع سائمة، وهي الراعية "مواشينا التي ترعى الشجر وترد المياه؟ قلت: نعم، قال: والله ما أرى" بضم الهمزة: أظن "قومي في"، أي مع "بعد دراهم" عنه -صلى الله عليه وسلم، فيأمنون مجيء خيله إليهم لذلك، "وكثرة عددهم"، فبتقدير مجيئه إليهم لا يخافون منه لكثرتهم, "يطيعون" ضمنه معنى يقرون، فعدَّاه بالباء، فقال "بهذا" الذي ذكرته. "قال: فمكثت ببابه أيامه، وهو يصل إلى أخيه، فيخبره كل خبري, ثم إنه دعاني يومًا" لأدخل معه على أخيه، "فدخلت عليه، فأخذ أعوانه بضبعي" بفتح المعجمة، وإسكان الموحدة ومهملة, تثنية ضبع, حذفت نونه للإضافة لياء المتكلم، وهو العضد، أو وسطه، أو ما بين الإبط إلى نصف العضد، والجمع أضباع, مثل: فرخ وأفراخ -كما في النور. "فقال: دعوه فأرسلت" بضم الهمزة، والتاء مبني للمفعول، "فذهبت لأجلس، فأبوا أن يدعوني" بفتح الدال: يتركوني "أجلس" على عادة ملوك العجم, في أن نحو رسول شخص ولو ملكًا لا يجلس عند الملك، "فنظرت إليه، فقال: تكلّم بحاجتك، فدفعت إليه الكتاب مختومًا، ففضَّ ختمه، وقرأه حتى انتهى إلى آخره، ثم دفعه إلى أخيه عبد، "فقره مثل قراءته"، فاستوفاه إلى آخره. "إلّا أني رأيت أخاه" عبدًا "أرقَّ منه، فقال" جيفر: "ألا تخبرني عن قريش كيف صنعت؟