للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نستحله في ديننا.

ثم قال: أخبرني ما الذي يأمر به وينهى عنه.

قلت: يأمر بطاعة الله -عز وجل, وينهى عن معصيته، ويأمر بالبر وصلة الرحم، وينهى عن الظلم والعدوان, وعن الزنا وشرب الخمر, وعن عبادة الحجر والوثن والصليب.

قال: ما أحسن هذا الذي يدعو إليه، ولو كان أخي يتابعني لركبنا حتى نؤمن بمحمد ونصدّق به، ولكن أخي أضنَّ بملكه من أن يدعه ويصير ذَنَبًا.

قلت: إن أسلم ملَّكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قومه, يأخذ الصدقات من غنيهم ويردها


كذبت، وما نستحله في ديننا" زيادة عن كونه أفضح خصلة، "ثم قال": أشار إلى أنه حذف بعض الحديث، وهو كذلك، فعند ابن سعد ثم قال: ما أرى هرقل علم بإسلام النجاشي، قلت: بلى، قال: شيء علمت ذلك؟ قلت: كان النجاشي يخرج خرجًا, فلما أسلم وصدَّق بمحمد -صلى الله عليه وسلم قال: لا والله، ولو سألني درهمًا واحدًا ما أعطيته، فبلغ هرقل قوله، قال: يناق أخوه, أتدع عبدك لا يخرج لك خرجًا، ويدين دينًا محدثًا؟ قال هرقل: رجل رغب في دين واختاره لنفسه, ما أصنع به؟ والله لولا الضنّ بملكي لصنعت كما صنع، قال: انظر ما تقول يا عمرو, قلت: والله صدقتك، قال عبد: "فأخبرني ما الذي يأمر به، وينهى عنه"، ويناق بفتح التحتية، وشد النون، فألف، فقاف غير مصروف للعملية، والعجمة، لا أعرف له ترجمة، والظاهر هلاكه على دينه، قاله البرهان. "قلت: يأمر بطاعة الله -عز وجل، وينهى عن معصيته، ويأمر بالبر وصلة الرحم" هما من أفراد الطاعة، "وينهى عن الظلم، والعدوان، وعن الزنا، وشرب الخمر، وعن عبادة الحجر والوثن", هو كل ما له جثة معمولة من جواهر الأرض، أو من الخشب والحجارة، كصورة الآدمي يعمل وينصب ويعبد، والصنم: الصورة بلا جثة، ومنهم من لم يفرق بين الصنم والوثن، ويطلقهما على المعنيين، وقد يطلق الوثن عل غير الصورة, ذكره البرهان.
"والصليب" للنصارى، والجمع: صلب وصلبان، قاله الجوهري. واستعمل عمرو مقام الإطناب زيادة في البيان؛ لأنه مقام خطابة، وإلا فكل هذه من أفراد معصية الله، فأجمل أولًا، ثم فَصَّل بعض التفصيل ليكون أوقع في النفس.
"قال: ما أحسن هذا الذي يدعو إليه، ولو كان أخي يتابعني لركبنا حتى نؤمن بمحمد، ونصدّق به، ولكن أخي" جيفر "أضنّ" بمعجمة وشد النون: أبخل "بملكه من أن يدعه، ويصير ذَنَبًا" بفتح المعجمة، والنون وموحدة، أي: طرفًا وتابعًا بعد أن كان رأسًا ومتبوعًا.
"قلت: إن أسلم ملَّكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قومه, يأخذ الصدقات من غنيهم، ويردّها على

<<  <  ج: ص:  >  >>