للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتالًا ليس كقتال من لاقى.

قلت: وأنا خارج غدًا، فلمَّا أيقن بمخرجي خلا به أخوه, فأصبح فأرسل إليّ, فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعًا، وصدَّقا النبي -صلى الله عليه وسلم، وخلَّيَا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فيما بينهم، وكانا لي عونًا على من خالفني.

وكتب -صلى الله عليه وسلم- إلى صاحب اليمامة هوذة بن علي، وأرسل به مع سليط بن عمرو العامري:


"قتالًا ليس كقتال من لاقى".
قال عمرو: "قلت: وأنا خارج غدًا، فلمَّا أيقن بمخرجي خلا به أخوه"، فقال: ما نحن فيما ظهر عليه، وكل من أرسل إليه أجابه، كما في الرواية، "فأصبح، فأرسل إليّ، فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه جميعًا، وصدَّقا النبي -صلى الله عليه وسلم، وخلَّيَا بيني وبين الصدقة, وبين الحكم فيما بينهم، وكانا لي عونًا على من خالفني"، فلم يزل عمرو بعمان عندهم حتى مات النبي -صلى الله عليه وسلم، كما في بقية الرواية عند ابن سعد، ولعلَّ إقامته كانت بأمر المصطفى حين بعثه، أو إشارة فهم منها ذلك، أو باجتهاده حتى يجمع الصدقة, وروى عبدان بإسناد صحيح عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه -صلى الله عليه وسلم- بعث عمرو بن العاص إلى جيفر وعبَّاد ابني الجلندي أميري عمان، فأسلما وأسلم معهما بشر كثير، ووضع الجزية على من لم يسلم، "وكتب -صلى الله عليه وسلم- إلى صاحب اليمامة" بلاد بالبادية.
قال الجوهري: كان اسمها الجو، فسميت باسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام، لكثرة ما أضيف إليها، وقيل: جوّ اليمامة, زاد المجد، وهي أكثر نخيلًا من سائر الحجاز، وهي دون المدينة في وسط الشرق عن مكة, على ست عشرة مرحلة من البصرة، وعن الكوفة نحوها "هوذة بن علي" الحنفي -بفتح الحاء، كما قال البرهان تبعًا للجوهري، وقال الدميري: بضم الهاء، وإسكان الواو، وبالذال المعجمة، كما في الصحاح وغيره, ونقل بعضهم عن القطب إهماهما.
قال البرهان: وما أظنّه إلا سبق قلم، "وأرسل به" الباء زائدة لتعدي أرسل بنفسه {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ} ، أو ضُمِّنَ معنى بعث، وهو فيما لا يصل بنفسه كالكتاب يعدَّى بالباء، كما مَرَّ "مع سليط" بفتح السين وكسر اللام ثم تحتية ساكنة ثم طاء مهملتين, "ابن عمرو" بفتح العين, ابن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل -بكسر الحاء، واسكان السين المهملتين, ابن عامر بن لؤي القرشي "العامري"، أسلم قديمًا وهاجر إلى الحبشة في قول ابن إسحاق، وشهد بدرًا

<<  <  ج: ص:  >  >>