للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نسأله؟ قال: أرى أن نسأله القرى التي نصنع فيها حصونًا مع ما فيها من آثار إبراهيم -عليه السلام، فقال تميم: أصبت ووافقت.

قال: فنهضنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا تميم, أتحب أن تخبرني بما كنتم فيه، أو أخبركم"؟ فقال تميم: بل تخبرنا يا رسول الله فنزداد إيمانًا، فقال -عليه الصلاة والسلام: "أردت يا تميم أمرًا، وأراد أبو هند غيره، ونعم الرأي رأي أبي هند"، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطعة من أدم، وكتب فيها كتابًا نسخته:

"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب ذكر فيه ما وهب محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للداريين إذا أعطاه الله الأرض، وهب لهم بيت عينون وحبرون والمرطوم


نسأله، قال: أرى أن نسأله القرى التي نصنع فيها حصونًا مع ما فيها من آثار إبراهيم -عليه السلام، فقال تميم: أصبت"، فيما رأيت، "ووافقت" ما نطلبه، وفي نسخة وفقت، أي: في رأيك، "قال: فنهضنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا تميم, أتحب أن تخبرني بما كنتم فيه" تتشاورون، "أو أخبركم"، فقال تميم: بل تخبرنا يا رسول الله، فنزداد إيمانًا" فيه، إن الإيمان يزيد وينقص، وهو قول الجمهور، "فقال -عليه الصلاة والسلام: "أردت يا تميم أمرًا، وأراد أبو هند غيره, ونعم الرأي رأي أبي هند"، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطعة من أدم" جلد، "وكتب فيها كتابًا نسخته: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب ذكر فيه ما وهب محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم"، يحتمل أن الصلاة من جملة الكتاب، أو من الراوي, "للداريين" بدال مهملة، فألف، فراء، فتحتيتين، فنون, نسبة للدار بن هانئ جدّهم، "إذا أعطاه الله الأرض" عبَّرَ بإذا؛ لأنه متحقق لذلك بوعد الله, "وهب لهم بيت عينون" بفتح المهملة، فتحتية ساكنة، فنونين بينهما واو، "وحبرون" بفتح الحاء المهملة، بوزن زيتون، كما في القاموس وغيره، ويقال فيه أيضًا: حبرى -بكسر أوله، وإسكان ثانيه وفتح الراء على وزن، فِعلى, كما في معجم الكبرى، وقال غيره: بفتح الحاء، قال الكبرى: وهما بين وادي القرى والشام, وليس له -صلى الله عليه وسلم- بالشام قطيعة غيرهما، وفي المراصد حبرون اسم القرية التي بها إبراهيم الخليل قرب بيت المقدس, غلب على اسمها الخليل، ويقال حبرى "والمرطوم".
"وبيت إبراهيم ومن فيهم إلى أبد الأبد"، عبَّر بميم جمع الذكور العقلاء، فلم يقل من فيها تنزيلًا لها منزلة العقلاء تجوزًا، ثم هذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله ملَّكه الأرض كلها، وأفتى الغزالي بكفر من عارض أولاد تميم فيما أقطعهم، وقال: إنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقطع أرض الجنة, فأرض الدنيا أَوْلَى.

<<  <  ج: ص:  >  >>